responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 117

برّزتم من السّور ففي أرض الحرب [١] أنتم سائرون ، ولأولياء أهله أنتم مسافرون ، فهالهم ما سمعوا ، ويئسوا ممّا فيه طمعوا ، وهمّوا بالانصراف ، وقالوا لا تلافي لما سبق القدر أن يكون سبب التلاف.

ثم إنهم قالوا أردنا أمرا ، ولا بدّ أن نبلي فيه عذرا ، ونبلو منه وفاء أو غدرا [٢] ، ومشوا بتلك النية ، وانتهوا إلى / ٣٦ / مجتمع الرّعية فتلقّوهم بأريحية ، وحيّوهم أحسن تحية ، وقالوا لقد جئتمونا في وقت الحاجة ، وقد أنضجنا من الرأي ما لا ينسب إلى الفجاجة [٣] ، وأردناكم لمباشرته فدعونا من اللّجاجة [٤] ، إنّا صالحنا الرّوم على شروط ، ولا بد معهم من عقد مربوط ، ونريد أن تحضروا معنا الصّلح ، ليكون عقده أوثق وأصح ، فقال القوم لهم معشر المسلمين لا تشكوا بعد يقينكم ، واتقوا الله في مدينتكم ودينكم ، أتخذلون إخوانكم وتولّون عنهم؟ وتتولّون الكافرين ومن يتولّهم فإنّه منهم [٥] ، فكيف ترضون بهذه القطيعة الفظيعة ، أولا ترون ما يؤول الأمر إليه من الخطوب الشنيعة ، فقالوا لا بد من مشيكم معنا مكرمين إن أطعتم ، أو مكرهين إن تمنعتم [٦].

ثم حملوهم مستحلّين لظلمهم ، وقالوا للملك هؤلاء في حكمك


[١] ويقال دار الحرب ويراد بها بلاد المشركين الذين لا صلح بينهم وبين المسلمين. وهو يقصد أن أهل البادية في الجزيرة قد دخلوا في طاعة النصارى ولم تبق سوى مدينة ميورقة دار إسلام.

[٢] طباق الإيجاب بين "الوفاء والغدر".

[٣] يقال : رجل فجفج وفجافج وفجفاج : كثير الكلام والفخر بما ليس عنده. وقيل : هو الكثير الكلام والصّياح والجلبة. وقيل : هو الكثير الكلام بلا نظام. والرجل الفجفاج : المهذار المكثار من القول. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.

[٤] جناس ناقص بين" الفجاجة واللّجاجة".

[٥] إشارة إلى قوله تعالى : (" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"). سورة المائدة ، الآية ٥١.

[٦] مقابلة اثنين لاثنين بين" مكرمين ومكرهين وأطعتم وتمنّعتم".

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست