responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 113

بالإسناد في الجبل ، والاستبداد بذلك العمل ، وكان ذلك سبب الكسرة الخاصة بالبلد ، الحاصّة [١] أجنحة المدد ، وبقيت الرّعية على نصرة البلد حراصًا ، ورجت أن تجد له من أسر الحصر خلاصا.

فأعادت على الوالي رغبتها تلك ، واقترحت من بنيه من ينظم ذلك السلك ، فأبى غير ذلك المشؤوم ، وأخرجه ثانية لمناجزة الرّوم ، فلما رأوه تشاءموا بوجهه ، وهمّوا بنجهه [٢]. وطلبوا من الوالي غيره فما أسعفهم ، وأعادوا الرّغبة عليهم فعنّفهم ، ولمّا برز بهم / ٣٣ / هذا القائد الواهي ركنه ، المجرّب شؤمه وجبنه ، مشى بأنكد جدّ ، وأنكل حد [٣] ، ودنا من العسكر في العدد الأكثر ، والجمع الأوفر ، ونذر بهم الرّوم فركبوا تلقاءهم ، وقصدوا لقاءهم.

فلمّا أطلّوا من بعيد ولّاهم قفاه ، وأطاع مصرّفيه الجبن والشؤم فما استوقفاه ، وفرّ قبل لف الخيل بالخيل [٤] ، وجرّ على المسلمين ذيل الويل ، فإنهم بفراره انتقضت عراهم ، وأعداهم ما عراه من الوهل [٥] فعراهم ، واتبعهم النصارى فقتلوا منهم مقتلة كبيرة ، وأمطروا عليهم من البلاء سحبًا غزيرة [٦].


[١] الحاصّة : هي العلة التي تحصّ الشعر وتذهبه. والحصّ : حلق الشعر ، حصّه يحصّه حصا. وقيل : هو إذهاب الشعر عن الرأس بحلق أو مرض. ويقال : طائر أحص الجناح ، أي منتوف الجناح. وتحصّص الحمار والبعير سقط شعره ، والحصيص اسم ذلك الشعر. والحصيصة ما جمع مما حلق أو نتف. لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٤.

[٢] جناس ناقص بين" وجهه ونجهه".

[٣] جناس ناقص بين" جدّ وحدّ".

[٤] كناية عن الحرب ولقاء العدو.

[٥] الوهل : الفزع. وهل وهلا : ضعف وفزع وجبن ، وهو وهل ، ووهّله : أفزعه. ووهل يوهل فهو وهل ومستوهل. ووهلت إليه إذا فزعت إليه ، ووهلت منه إذا فزعت منه. والوهلة : الفزعة. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٧٣٤

[٦] استعارة مكنية فيها تشبيه للبلاء النازل على أهل البادية بالأمطار الغزيرة.

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست