responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 110

واتفقوا على تعطيل تلك المسلحة [١] ، وغفلوا عمّا كان فيها من المصلحة. فإنهم لما هدموها تعذّر / ٣١ / عليهم الخروج ، وأحاط بهم العلوج [٢] ، وخلا لهم ذلك السبيل فسلكوه ، وأخذوا البناء الذي كان بطرف القنطرة فملكوه.

ولمّا رأوا أنّ ضرب المجانيق وإن هتم [٣] وهتك [٤] ، وفتّ وفتك ، وأنهب أكثر مما ترك ، لا يوصل صلالهم [٥] إلى الوخز ، ولا يمكّن لصوصهم من فك الحرز ، دلفوا إلى البلد بركب الكرب ، وتركوا ظاهر السّور للمرسى وطلبوا باطنه بالنقب ، فحفزوا وحفروا ، وتوافوا على الجدّ وتوفروا ، وأجنّت منهم أطياف الثرى أشباه الجنّة ، وسكنوا بطون التراب أمثال الأجنة ، من كل ضب كضب في مغارته ، وشانئ شانّ تحت الأرض لغارته ، منجحر كالصّلّ في الصرّ ، مستكن في صدر الثرى كالسر ، سار في تلك الظلمات ، ساكن وهو من الأحياء منازل الأموات.

وكان خندق البلد قد أحكم خرقه ، وعظمت سعته وعمقه ، فقدّروا


[١] يريد القنطرة التي كانت بمثابة ثغر ومرقب يرقب منها المسلمون عدوّهم ويمنعونه من أن يطرقهم على غفلة.

[٢] العلوج ، والمفرد علج والأنثى علجة : وهو الرجل القوي الضخم من كفار العجم. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٦.

[٣] الهتم : هتم فاه يهتمه هتما : ألقى مقدّم أسنانه. وهو انكسار الثنايا من أصولها وقيل من أطرافها ، وأهتمته إهتماما إذا كسرت أسنانه. قال جرير :

إن الأراقم لن ينال قديمها

كلب عوى متهتّم الأسنان

الهتامة : ما تكسّر من الشيء. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٠٠.

[٤] جناس ناقص بين" هتم وهتك".

[٥] الصّلال ، والمفرد صلّ : وهي الحية التي تقتل إذا نهشت من ساعتها ، ولا تنفع فيها الرقية. ويقال للرجل الداهي المنكر في الخصومة : صلّ أصلال أي حية من الحيّات. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٨٥.

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست