responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 109

الأمواج ، فما لعبت أيدي الرّياح بتلك الرخاخ ، ولا لغبت تلك النعم المعقلة في ذلك المناخ.

ثم إن الرّوم أقاموا المجانيق ، وأحكموا بناءها الوثيق ، وصنعوا منها ثلاثة قائمة في الهواء ، قاصمة بالدّاهية الدّهياء [١] ، مظهرة قطع الجبال طيرا مسخرات في جو السّماء ، ترمي فوق العشرين ربعا ، وتملأ القلوب رعبا ، وكان رميها داخل البلد فأخليت جهة وقع حجارتها ، وتنحّى المزور عن طريق زيارتها ، وعدلوا عنها إلى أقل حجما ، وأقتل رجما ، وأمطر سحابة [٢] ، وأكثر إصابة.

فكملت في الأيام القريبة ، ومني البلد منها بالأيام العصيبة ، والرّزايا المصيبة ، وكان رماتها أخذوا قراءة الرّماية عن القارة ، ورموا منها عن القسي الصقارة ، فاستعملت في تركيب السّور طريق التحليل ، وجاءت بما لا قبل به من الخطب الجليل ، وتمكّن الدّاء من ذلك الجسم المعتل ، واشتكى البناء من الحجر المنهد بالحجر المنهل ، وعزائم المسلمين في القتال ثبتت وما انثنت ، وقوتهم ما وهت ولا وهنت.

وكانت لهم على باب الكحل قنطرة يخرجون عليها إلى العدو ، ويمنعونه من التبسط والدنو ، فرأوا هدمها مكيدة ، وحسبوا زوالها منفعة عتيدة ،


[١] الداهية الدهياء : من شدائد الدهر وعظائم نوائبه التي تصيب الناس. قال الشاعر :

أخو محافظة إذا نزلت به

دهياء داهية من الأزم

لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٧٥.

[٢] استعارة مكنية شبّه فيها المؤلف الحجارة الصغيرة التي كانت ترميها المجانيق بالسحابة التي تمطر ماء.

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست