مقابلة من قبلة المدينة والمدينة بينهما وورقان قبل شعب على ما بين الشعب والروحاء إلى القبلة».
وأما التي بمكة فلم نعرف أن بحرمها جبل يقال له قديد ، إنما قديد بينها وبينه مقدار أربعة أيام أو خمسة ، وأما ثبير فهو مقابل لحراء والوادي بينهما ، وهما على يسار السالك / إلى منى [١].
حكى القاضي عياض [٢] : أن قريشا حين طلبوا رسول الله ، 6 كان على ثبير ، فقال له ثبير : «أهبط يا رسول الله فإني أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذبني الله ، فقال له حراء : إليّ يا رسول الله» [٣].
وحراء قبل ثبير من على شمال يسار الشمس ، وأما ثور فمن جهة الجنوب من على يمين الشمس [٤].
قالوا : والجبال المتصلة إلى الأرض السابعة سبعة : حراء ، وثبير ، وثور ، وأبي قبيس ، وجبل عرفات ، وأحد ، وجبل طور سيناء.
عجيبة :
خرجت في بعض الأيام إلى زيارة حراء ، وكان يوم السبت الثاني لجماد الأول أحد شهور سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ، وكان يوم غيم ، فلما كان بعد
[١] كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٨١ نقلا عن المصنف.
[٢] قول القاضي عياض ورد في كتابه الشفا ١ / ٢٠٢ ، ونقله عنه ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٨٢.
[٣] واستدرك ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٨٢ على ما حكاه القاضي عياض بقوله : «فيحتمل أن يكون النبي 6 اختبأ فيه من المشركين في واقعة ، ثم اختفى في ثور في واقعة أخرى ، وهي خبر الهجرة لقول السهيلي في حديث الهجرة : وأحسب في الحديث أن ثورا ناداه أيضا لما قال له ثبير : أهبط عني».
[٤] كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٨١ ، وقال : «ويسمي هذا الجبل : جبل النور».