القديسين فمنحهم العدو وجههم إلى الشعوب ودعا لجميع قديسيه بالبركة ، فمجيء الله من طور سيناء هو إنزاله التوراة على موسى ، وإشرافه من ساعير إنزاله الإنجيل على عيسى لأنه كان يسكن في ساعير أرض الخليل في قرية ناصرة [١] ، واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد 6[٢].
وفاران هي جبال مكة في قول الجميع ، فإن ناكروا ذلك كان دفعا لما في التوراة [٣].
قال علماء التاريخ : جميع ما عرف في الأرض من الجبال مائة وثمانية وتسعون جبلا ، من أعجبها سرنديب [٤] / وهو أقرب ذرى الأرض إلى السماء ، وقيل : صخرة بيت المقدس أقرب ذرى الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا [٥]. حكاه القرطبي.
وطول [جبل][٦] سرنديب مائتان ونيف وستون ميلا ، وفيه أثر قدم آدم ، وعليه شبيه البرق لا يذهب شتاء ولا صيفا ، وحوله الياقوت وفي واديه الماس ، وفيه العود والفلفل ، ودواب المسك وهر الزباد ، ووادي سرنديب متصل إلى
[١] الناصرة : قرية من قرى فلسطين ، بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا ، فيها كان مولد المسيح 7. انظر : ياقوت : معجم البلدان ٥ / ٢٥١.
[٢] كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٢٨ ، وياقوت في معجم البلدان ٣ / ١٧١ ، ٤ / ٢٢٥ ، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ٨٠.