عنه من الطعن في الدين قولا وفعلا حكايات شنيعة ، ومع هذا فإنه طلب من هشام أن يولّيه العهد بعده ، ففعل ، ولقبه بالمأمون ، ورأى بنو مروان أن الخلافة خارجة عنهم ، فثار عليه المهدي بن عبد الجبار. وكان الناصر غائبا في طليطلة ، فرجع إلى قرطبة ليصلح ما فسد ، فتلقاه عسكر حزوا رأسه. وقد أفرده أصحابه لسوء تدبيره ، وانقرضت الدولة العامرية.
أطنب ابن بشكوال في تعظيمه علما وعبادة ، وذكر أنه رحل وحجّ وكان يتصيّد الحيتان بنهر قرطبة ، ويقتات من ثمنها. ولّاه قضاء الجماعة المستنصر ، بعد وفاة منذر ، ولم يطرق له بعيب إلّا من جهة التطويل في أحكامه. ثم ولاه الصلاة والخطبة. وتوفي يوم الثلاثاء عقيب جمادى الأولى سنة سبع وستين وثلاثمائة.
من الجذوة : قاضي الجماعة بقرطبة. سمع من أبي محمد قاسم بن أصبغ البياني وغيره ، وكان فقيها فاضلا نبيلا جليلا. وله كتاب في الفقه سماه «الخصال» كان في أوائل الدولة العامرية.
وفي كتاب القضاة ذكره. وروى عنه القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث بن الصفار وأبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن حوبال وغيرهما.
١٤٤ ـ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن زكريا المعروف بابن برطال [٣]
قال ابن حيان في كتاب القضاة : إنه خال المنصور بن أبي عامر ، وكان من بيت غنى وثروة ، وشهر صلاحه ، إلا أنه لم يكن من العلماء.
ودام إلى أن ظهر اختلاله بكبر السن ، وغلبه ولده أحمد على أمره ، ولم يك بالمرضيّ عند الناس فتخوّف ابن أبي عامر عند ذلك ، فعزله عن القضاء ، ناقلا إلى خطة الوزارة سنة ثنتين وستين وثلاثمائة.
[١] ترجمته في بغية الملتمس (ص ٤٩) وتاريخ علماء الأندلس (ج ١ / ص ٣٧٢).
[٢] ترجمته في تاريخ علماء الأندلس (ج ١ / ص ٣٨٧) وبغية الملتمس (ص ١٣٦) توفي سنة ٣٨١ ه.
[٣] انظر ترجمته في تاريخ علماء الأندلس (ج ١ / ص ٣٩٧). توفي سنة ٣٩٤ ه.