لما توفي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضياللهعنه ، وعهد بالخلافة إلى النفر الذين مات رسول الله ، 6 ، وهو راض عنهم [١] وهم : عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف ، رضياللهعنهم ، وشرط أن يكون ابنه عبد الله شريكا في الرأي ولا يكون له حظ في الخلافة.
بويع بعده بالخلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضياللهعنه ، واستقر فيها لثلاث مضين من المحرم سنة ٢٤ من الهجرة [٢] ، واستمر إلى أن استشهد في يوم الأربعاء لثماني عشر ليلة خلت من ذي الحجة سنة ٣٥ من الهجرة [٣] ، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة [٤] إلا اثني عشر يوما وفضائله ومناقبه مشهورة.
ثم استقر بعده في الخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، رضياللهعنه ، وبويع له بالخلافة في يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة ٣٥ / / من الهجرة. ووقع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان ، رضياللهعنه [٥] ، ما هو مشهور مما ليس في ذكره فائدة والسكوت عنه أولى.
واستمر إلى أن استشهد بالكوفة ، وكانت وفاته ليلة الأحد تاسع عشر من رمضان سنة ٤٠ من الهجرة [٦] ، وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.
ثم استقر بعده في الخلافة ولده الحسن بن علي [٧] ، رضياللهعنه ، بويع له يوم وفاة والده ، واستمر في الخلافة نحو ستة أشهر وهي تمام ثلاثين سنة لوفاة رسول الله ، 6.
وقد روي عن النبي ، 6 ، أنه قال : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تعود ملكا عضوضا» [٨].