وأبو عبادة في قوله [في «ديوانه» ٢ / ٣١١ من الكامل] :
يهديهم الأسد المطاع كأنّه
يوم ازدحام الجحفل المتألّف
عمرو القنا في مذحج أو حاتم
في طيّء أو عامر في خندف
ومع ذلك فقد كانت له هنات ؛ منها : ما ذكره الهمدانيّ في الجزء العاشر [ص ١٨٧] من «الإكليل» : أنّ بني الأصيد ـ وهم قبيلة قليلة من سفيان بن أرحب ـ لقوه ، فسلبوه وأخذوا فرسه ، فلم يستح أن كتب لهم يقول [من الرّمل] :
يا بني الأصيد ردّوا فرسي
إنّما يفعل هذا بالذّليل
عوّدوه مثل ما عوّدته
مقحم الصّفّ وإيطاء القتيل
وفي «مروج الذّهب» : أنّ عمر بن الخطّاب آنس عمرا ذات يوم ، وذاكره الحروب في الجاهليّة ، وقال له : هل انصرفت عن فارس قطّ في الجاهليّة؟ فذكر له فرّة فرّها عن ربيعة بن مكدم في حديث طويل ، قال : ثمّ إنّ عمرا أغار بعد ذلك بزمان على كنانة في صناديد قومه وأخذ الغنائم ، ومنها امرأة ربيعة بن مكدم ، فشعر بهم ـ وكان غير بعيد ـ فاستردّها وهزمهم.
وله وفادة على رسول الله 6 ، قيل : مع الأشعث كما في «الأصل» ، وقيل : لنفسه ، ثمّ رجع إلى قومه.
ولمّا مصّرت الكوفة .. أقام بها ، وكان له نبأ مذكور في حرب القادسيّة ، وأخباره مشهورة.
هو صقع واسع من أحسن بلاد حضرموت تربة ، بل أحسنها على الإطلاق ، بشهادة ما جاء بالأصل من فضول صدقات تجيب وكثرتها. وسيأتي في قارّة الشّناهز
[١] عرف هذا الصقع بالكسر لوقوعه بين سلسلتي جبال من جانبيه الغربي والشرقي ، وقيل : لأنه يكسر السيول عن مدينة شبام ، وفي وسطه تسكن نهد. ومن قرى الكسر : العجلانية ، هينن ، الباطنة ، قعوضة ... وغيرها.