من أوعية العلم ، غير أن غلوّه في شيخه سعد الظّفاريّ أوقعه في إساءة الأدب على الفقيه المقدّم فكرهه العلويّون.
وسكّان الشّحر الآن أربعة عشر ألفا وثمان مئة وبضع وستّون نفسا ، ويدخل في ذلك قراها ، وفيها أكثر من ستّين مسجدا.
وفي ضواحيها قرى كثيرة ، أرادوا أن يجمّعوا [١] فيها أواخر القرن التّاسع ، فأفتى العلّامة الشّيخ عبد الله بن أحمد بامخرمة بالمنع ؛ لأنّها لم تخطّ قرى من الأصل ، وإنّما يبنى الواحد ثمّ الثّاني ... وهلمّ جرا ، فهي من أعمال الشّحر لا قرى مستقلّة ، ولي في ذلك بحث ، لو أفضت فيه .. لخرجت عمّا نحن بسبيله [٢].
[٢] وقد ظهر بالعلم في زمن المصنّف وبعده رجال علماء صالحون ، كانوا ملجأ وملاذا للنّاس في فتاواهم ونوازلهم ؛ منهم العلّامة الشّيخ الصّالح المعمّر عبد الكريم الملّاحي ، المولود ب (زنجبار) ب (جزر القمر) سنة (١٣٢٨ ه) ، والمتوفّى ب (الشّحر) سنة (١٤١٧ ه) ، عن نحو تسعين عاما قضاها في العلم والتعليم والإرشاد ، هاجر مع والده وأخيه أحمد إلى الشّحر وتوطّنوها ، ولأخيه أحمد الملّاحي اهتمام بالتّاريخ ، وقد دوّن مذكّرة مفيدة في حوادث الشّحر الّتي عاصرها ، وترجم لبعض الأعيان ، توفّي سنة (١٣٩١ ه) تقريبا.
ومنهم الشّيخ الفاضل سالمين حبليل ، توفّي في نفس السّنة ـ أي سنة (١٤١٧ ه) ـ وممّن لا زال بها من العلماء : الشّيخ الفاضل ، العالم الفقيه ، القاضي عمر بن سعيد باغزال ، ممّن درس على يد السّيّد محسن أبي نمي وطبقته.
[٣] الغياض ـ جمع غيضة ـ وهي : المكان الغزير المياه الذي تكثر فيه الأشجار الملتفة.
[٤] الاختراف هو : التصيّف. والمخترف بمعنى المصيف بفتح الميم.