فحتى لو انسدت الأبواب
المحتسبة، والحلول المقترحة في ذهني. فينبغي أن أفكر في أن هناك أبوابا وطرقا لم
يصل إليها وهمي وخيالي، وأنها عند الله سبحانه، وهذه هي إحدى المسافات بين العبد
الناقص والرب الكامل، بين العبد العجز وبين السميع البصير ومن هو على كل شيء قدير.
إن هذا النمط من التفكير
ناشئ عند هؤلاء من حسن الظن بالله، والثقة به وينتج كما وردت به روايات كثيرة:
"أَنَا عِنْدَ حُسْنُ ظَن عَبْدِي بِي".
كما تتيح لنا النظرة
الاجتماعي في الطرف المقابل أشخاصًا يائسين متشبعين بالقنوط، يقيدهم عن الشعور
بالأمل، ويلون لهم الحياة باللون الداكن! فهو مع أول مشكلة تراه محبطًا متعبًا
يتساءل: لماذا أنا؟ وليس غيري؟ وكأنه كان ينبغي أن تذهب المشاكل إلى الآخرين
وتتخطاه، حتى إذا اقترح عليهم أحدهم حركة أو حلًّا راح هذا يقنعه بأنه لا فائدة في
ذلك ولا منفعة! فإن حظه ـ هكذا يقول ـ سيء وأنه لو ذهب إلى ماء البحر لجفّ! ثم
يبدأ بالبرهنة لمخاطبيه ومحرضيه على أنه جرب الحلول كلها في موضع سابق فلم تزد
المشكلة إلا تعقيدًا! وهكذا.. حتى ليحس الجالس معه أن عليه أن يفارقه لئلا يفسد
عليه متعة الحياة بالأمل! إن طبيعة هؤلاء