responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 342

الله التي وسعت كل شيء واليأس منها يعني اليأس من انفتاح أبواب الخير في كل المجالات؛ من الرزق والعلم والذرية والرفاه وغيرها..

إن السياق[1]الذي جاءت فيه الآية المباركة هو أن الملائكة بشرت نبي الله ابراهيم بغلام، فكأن هذا كان تذكرة له بأن عمره بات كبيراً! وعندما أشاروا إليه بأن لا يكون من القانطين نفى ذلك لهم، وعلله بأنه إنما يقنط من رحمة الله ونعمته ورزقه لا بد أن يكون ضالا غير مصيب للمعرفة الصحيحة بالله.

وبشكل عام. فإننا بملاحظة اجتماعية قد نجد أناسًا، يطبع حياتَهم التفاؤل، ويعيشون مع الرجاء، ويتميزون بالتوكل على الله، والثقة بتقديراته، فهم حتى لو كانوا في أسوأ المشاكل، وأعقد المعضلات يعتقدون جازمين؛ أن رحمة ربه قريب من المحسنين. وأن الله سبحانه وتعالى هو فارج الهم وكاشف الكرب من حيث كان يحتسب هؤلاء أو لا يحتسبون.

عندما يواجه أحد هؤلاء مشكلة، يفكر لها في حلول، ويجرب احداها، والثاني وهكذا، حتى يستنفد حلوله الخاصة، وهنا لا ينتهي الأمر به إلى اليأس والقنوط من جراء محاولة الحلول التي لم تنجح وإنما يبقى عنده في الأخير أمل كبير في أنه بعدما عجز عن اجتراح الحلول الخاصة به لم يبق إلا (رحمة الله).

وقد نقل عن بعض العلماء وأصحاب الأذكار، أنه إذا ضاقت به السبل: سبل المعيشة وغيرها، وانسد أمامه الحل البشري، يلجأ إلى ذكر معروف بينهم، فيقرأ بعد الصلاة: آية الكرسي، ثم تسبيح الزهراء 3 ثم سورة التوحيد ثلاثا، وهي بمثابة ختم للقرآن - كما ورد في روايات متعددة - ثم يصلي على محمد وآله



[1]) الحجر: 53ـ 56 (قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (*) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (*) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (*) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ).

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست