responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 330

الرئيس الفلاني، والوزير الكذائي، يتعلق عباد الله بأنهم يعرفون خالقهم وخالق كل شيء، ويتعلقون به ويرتبطون به.

ومن الأسباب التي يذكرها الدعاء الاستخفاف بحق الله سبحانه "أوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُسْتَخِّفًا بِحَقِكَ فَأَقْصَيْتَنِي" وهو أسوأ درجة من العصيان. الاستخفاف بحق الله عز وجل يعني تصغير مقدار الله وشأنه، ما هو حق الله تعالى؟ فقد يعصي العبد ربه ولكنه خائف معترف، فهذا وإن عصى إلا أنه يختلف عن ذلك الذي جعل ربه (أهون الناظرين)، ولأجل هذا فرق دعاء آخر بين المرتبتين فقال "إِلَهِي مَا عَصَيْتُكَ حِينَ عَصَيْتُكَ وَأَنَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جَاحِدٌ، وَلَا بِعَظَمَتِكَ مُسْتَخِفُّ، وَلَكِنْ بَلِيَّةٌ عَرَضَتْ لِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخَى عَلَيَّ". فأنا لا أستخف بعظمتك يا رب، ولا أهوّن من نظرك إلي.. وفي موضع آخر من دعاء أبي حمزة يقول: " فَلَوِ اطَّلَعَ الْيَوْمَ عَلى ذَنْبي غَيْرُكَ ما فَعَلْتُهُ، وَلَوْ خِفْتُ تَعْجيلَ الْعُقُوبَةِ لاَجْتَنَبْتُهُ، لا لاَنَّكَ اَهْوَنُ النّاظِرينَ وَاَخَفُّ الْمُطَّلِعينَ، بَلْ لاَنَّكَ يا رَبِّ خَيْرُ السّاتِرينَ، وَاَحْكَمُ الْحاكِمينَ".

وقد يكون السبب أعظم من الاقصاء، وهو بغض الله وكراهيته للعبد على أثر اعراضه المستمر عن ربه "أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُعْرِضًا عَنْكَ فَقَلَيْتَنِي". القِلى، يعني: الكره والبغض. فإن الله سبحانه وتعالى من رأفته بعبده لا يعرض عنه بمجرد عصيانه، بل يظل يواتر عليه نعمه، ويفتح له باب التوبة والعودة، بما لا يفتحها والد لولده ولا حبيب لحبيبه.. مع غنى الله عن عبده، وعدم تضرره من معصيته، لكنها رحمته التي وسعت كل شيء. لكن هذا إذا فهمه العبد بنحو خاطئ فإن الله سبحانه لا يظل " يتوسل " بهذا العبد الجاهل المعرض، بل يقليه ويبغضه، ومتى أبغضه أبعده عن رحمته وإن اتسعت لكل شيء. ينتهي الاعراض إلى أن تكون معيشته الدنيوية ضنكا ويحشر يوم القيامة أعمى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا. قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا


نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست