responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 275

الله وهو الإيمان، وأعظم الظلم ما في مقابلته وهو الكفر، فلذلك قال: ﴿والكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾.[1]

بل، حتى لو لم يكن هناك جحود أو إنكار، وإنما كان عدم الإفراد له بالعبادة، وجعل الشركاء له فهذا أيضًا يعتبر ظلما، كما قال لقمان لابنه: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).[2]فأنت تضع من لا يستحق شيئا إلى جانب صاحب القدرة المطلقة. وتجعل الأصنام البشرية والحجرية إلى جانب ربك. وهذا وضع للشيء في غير موضعه. وقد يكون في كلام صاحب تفسير الأمثل ما يفهم منه هذا وإن كان لم يصرح به، ولكنه لما تحدث عن الظلم ثم عن ظلم الإنسان نفسه، ربما كان مقصوده ما نحن بصدده، قال في شرح الآية المباركة ".. وأيّ ظلم أعظم منه، حيث جعلوا موجودات لا قيمة لها في مصافّ الله ودرجته، هذا من جانب، ومن جانب آخر يجرّون الناس إلى الضلال والانحراف، ويظلمونهم بجناياتهم وجرائمهم، وهم يظلمون أنفسهم أيضًا حيث ينزلونها من قمّة عزّة العبودية لله ويهوون بها إلى منحدر ذلّة العبودية لغيره".[3]

ولعل القائلين بعدم صحة هذا التقسيم، يريدون النجاة من محذور أن يكون الله سبحانه محلا للحوادث والوقائع عليه، ومثلما العبد عندما يُظلم يتأثر في بدنه أو نفسه أو ماله، فإذا قلنا بأن الله يقع عليه الظلم يحصل مثل هذا التوهم!

2/ والقسم الثاني: حين يظلم الإنسان قد يظلم نفسه. بجعلها في غير موضعها تعديا، فبينما خلق



[1]) الاصفهاني ؛ الراغب تفسير الراغب الأصفهاني ١/‌٥٢٢

[2](لقمان: 13

[3]) الشيرازي ؛ الشيخ ناصر مكارم: الامثل في تفسير كتاب الله المنزل 13 / 36

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست