responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 266

عندما يناقشها أحد (العقلاء) يرى ان حدودها هي خمس دقائق زادت في مدة انتظاره وأن ذلك لا يستحق معركة قد يتضرر فيها!

لكنه هنا لا ينظر إليها بمنطق الدقائق الخمس، وإنما بمنطق أنه أهانه وتعدى على كرامته! وسلبه حقه.. الى غير ذلك.

عندما يقول لزوجته أو تقول له كلامًا قاسيًا! لا يقول إن هذه كلمات لا تلبث أن تتبخر مع الريح، وتختلط بترليونات الذبذبات الصوتية في عالم الدنيا لكيلا يبقى منها عين ولا أثر.. وإنما يرى أن شخصيته (!) قد أهينت. وكرامته قد حطمت وأن الموت خير له من الحياة بعد ذلك، فإذنْ لا بد أن ينتقم لنفسه، ويرد اعتباره، وتغذي هذه المشاعر المتشنجة حالة الغضب عنده ليرد الصاع صاعين وينتقم بما هو موجع للطرف الآخر، فإذا كان زوجا أو زوجة فليؤذه بالطلاق والانفصال. وإذا كان عاملا أو زميلا فليعاقبه بالطرد وهكذا.

3/ اقتناع البعض بأن الغضب هو الطريق الأحسن لمعالجة الأمور: حين يتربى الشخص تربية سيئة، يتعلم فيها أنك لا تستطيع أخذ ما تريد إلا بالغضب وأن الآخرين يخافون الإنسان الغاضب فيضطرون إلى تحقيق ما يريد. ويتعلم الطفل هذه الفكرة بدءًا من والده فإنه يراه إذا غضب على أمه وظل يصرخ عليها وعلى أولاده تسارعوا لتنفيذ طلباته بوجَلٍ، بينما لو خاطبهم بهدوء ومرح فإنه لا يحصل على شيء! فتتكون في ذهنه نظرة أن الغضب هو حلال المشاكل وهو مفتاح الأقفال! فيأخذ هذه الفكرة إلى كبره ويطبقها في حياته ضمن إطار الأسرة والمجتمع.

إن من المهم أن تسلب القيمة عن الغضب السلبي والشخصي، بحيث لا يصبح موضعًا للتفاخر والتباهي! وينبغي أن يكون في ذهن الناس صغارًا وكبارًا مسبة لا مفخرة! وسلب القيمة هذا هو ما نلاحظه في الأحاديث والروايات التي ذمته وذمت صاحبه:

ـ فعن رسول الله 6 - لما استوصاه رجل -: لا تغضب، قال: ففكرت حين قال رسول الله 6 ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله.


نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست