نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 254
والثالث: الوسواسي والذي
يشك في كل الأمور العبادية التي ينشغل بها.
والقسم الأول: قد
لا يخلو منه أحد من الناس، ولو في بعض الفترات أو الأعمال، وذلك راجع غالبًا إلى
أن ذهن الإنسان لا ينشغل في أمور متعددة في وقت واحد إلا غفل عن بعضها ولعل الآية
المباركة (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي
جَوْفِهِ)[1]
ناظرة إليه.
وهذا من علائم عجز
الإنسان ونقصه من جهة وعظمة الله عز وجل وقدرته من جهة أخرى!
فلو نظرنا إلى عظمة الله
عز وجل وكبير قدرته، وأنه يدبر تريليونات المخلوقات في وقت واحد، ولا يشغله شأن عن
شأن. (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ
مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ
فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ)[2]
فـ (مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ
مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[3].
كل هذا بل (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا
بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا
فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[4].
وأما هذا الإنسان؛ أنا
وأنت قد نفكر في ثلاثة أشياء في وقت واحد، فنضيع منها اثنين ويبقى واحد في الذهن.
ونلاحظ أنه في الصلاة بمجرد أن نتذكر موضوعًا في أذهاننا ونفكر فيه كموقف حدث مع
الزوجة أو الأولاد أو في العمل فلوهلة يفكر