responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 154

عن الاخلاق، ولا يأخذ حقه ـ لو كان له حق ـ بمنطق من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم! وإنما يستأصل قبيلة كاملة أحيانًا لأجل فرد واحد، ويقتل جيلا لأجل شتيمة! وقد يكون بلا سبب أصلًا حتى مثل هذه الاسباب التافهة، مثلما نرى فيما يسمى بجرائم الحرب والإبادات الجماعية، حيث يقوم فريق أو زعيم بارتكاب أعظم الجنايات في فئة من الناس لا لسبب واضح، فضلًا عن أن يكون عادلًا!

هذا ما نجده في السياسة والتاريخ، وتتحدث عنه الأرقام والوقائع. وقد نجده على مستوى أضيق كما يحدث أحيانًا في محيط العمل أو الدراسة.. ففي العمل قد يتقصد رئيسٌ نافذ أشخاصًا فيحول بينهم وبين الترقية، بل قد يصطنع المعكرات لإلغائهم من العمل وإقالتهم. وهذا لا لأنه يخسر مالًا أو تتأثر وظيفته ومنصبه وإنما هو مستسلم هنا لحالة حقد تجاه هؤلاء الأشخاص بالذات، أو قوميتهم، أو تجاه دينهم، أو مذهبهم فلأنه (لا يحب، بل يحقد على تلك القومية أو الدين أو المذهب) فيخرج أضغانه في حق هؤلاء ويقطع رزق أطفالهم، وخبز عوائلهم! أرأيت كيف يكون الحقد ألأمَ الخُلق كما يقول أمير المؤمنين؟.

وكونه موجودًا في المحيط الأضيق لا يقلل من سوئه بل قد يزيد، والسبب أن دائرة الابتلاء به ستكون أوسع والضرر اللاحق بالناس سيكون أكثر.

لذلك نجد أن إحدى المشاكل اليوم في المدارس بمختلف مستوياتها من الابتدائية للجامعة، هو ما يسمى بالتنمر (وربما سمي في بعض الدراسات والمقالات بالاستئساد) وهو مظهر متفرعن من مظاهر الحقد الداخلي!

والتنمر وهو الاسم الاكثر شيوعا، مأخوذ من اسم النمر، وهو الحيوان المعروف الذي يعتمد على تخويف الفريسة بأن يزأر في وجهها ثم ينقض عليها.. ولأن من


نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست