وصف اللّه محمّدا بخمسة
أوصاف ههنا و قابل كلّ منها بخطاب مناسب له، قابل الشّاهد بقوله وَ بَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ*[2] لأنّه كان
شاهدا على أمّته، و هم يكونون شهداء على سائر[3]
الأمم، و هو الفضل الكبير.
و قابل المبشّر
بالإعراض، لأنّه إذا عرض عن الكافرين و المنافقين، أقبل جميع إقباله على المؤمنين
و قابل النّذير ب وَ دَعْ أَذاهُمْ[4]، لأنه إذا ترك خوفه من
أذاهم إيّاه لا بدّ من عقاب عاجل أو آجل كانوا منذرين به في المستقبل.
و قابل الدّاعي إلى
اللّه بتيسيره و توفيقه بقوله: وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ[5]، لأنّ من توكّل
على اللّه يسّر عليه كلّ عسير.
و قابل السّراج المنير
بالاكتفاء به (تعالى) وكيلا، لأنّ من آثره اللّه برهانا على جميع خلقه كان جديرا
بأن يكتفي به عن جميع خلقه.
فصل: فيما خاطبه به
اللّه تعالى
و أعلم أنّ اللّه تعالى
خاطب بقوله: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ[6] في بدء الوحي، و لم يكن
قد بلّغ شيئا، ثمّ خوطب بعد ذلك بقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ*[7] يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ*[8] و المعنى يا
أيّها المزّمّل بعبء النّبوّة و المتحمّل لأثقالها، صلّ باللّيل إلّا قليلا منه،
ثمّ قال: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ[9]، أي يا أيّها