و قال الفضل بن شاذان: انه صالح، هذا ما فى الخلاصة.

و قال زين المجتهدين فى الحاشية: لا منافاة بين حكم الشيخ بكونه واقفيا، و كونه ثقة و كذلك قول الفضل انه صالح رحمة اللّه فلا يعارض للقول بكونه واقفيا، انتهى‌[1].

«قال: قال ابو عبد اللّه 7: اكمل الناس عقلا احسنهم خلقا».

الشرح‌

يعنى ان حسن الخلق تابع لكمال العقل، و كما ان العقل قد يكون مطبوعا و قد يكون مصنوعا كذلك الخلق الحسن يكون فطريا و مكتسبا، فالفطرى منه تابع للمطبوع من العقل و المكسوب للمكسوب، لان الاول جوهر و الثانى نعت، و قد علمت ان العقل مما يشتد جوهره و يكمل ذاته باقتناء المعرفة و اليقين، و اذا اكمل جوهر العقل و استنار بنور العلم حسن خلقه لا محالة و اذا حسن الخلق تم العمل و قام العدل فيقع السعادة و يسعى النور يوم القيامة، و اذا نقص العقل و احتجب عن نور البصيرة قبح الخلق و اظلم القلب فأساء الادب و ضل عن الطريق و جاء الجور فيقع الشقاوة و الظلمات يوم القيامة.

الحديث الثامن عشر

«على عن ابى هاشم الجعفرى».، اسمه داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد اللّه بن جعفر بن ابى طالب، كان رحمة اللّه من اهل بغداد، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة عند الائمة عليهم- السلام، شاهد أبا جعفر و أبا الحسن و أبا محمد : و كان شريفا عندهم له موقع جليل عندهم روى ابوه عن الصادق 7 كذا فى «صه» و زاد الشيخ الطوسى رحمه اللّه فى الفهرست انه روى أيضا عن الرضا 7 مضافا الى الثلاثة و كذا ذكر ابن داود ;، «قال: كنا عند الرضا 7 فتذاكرنا العقل و الادب فقال: يا أبا-

[1] و أيضا حكم المحقق فى المعتبر بصحة الرواية التى فى طريقها محمد بن عيسى عن درست عن ابراهيم بن عبد الحميد.