نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 401
المحض و بين عالم التغير و التجدد نفوسا كانت المتغيرات او
اجساما، و مفهوم الرحمة المشهور فى اللغة رقة القلب المقتضية للعطوفة على غيره، و
ما يليق به تعالى من هذا المعنى ايجاده و تأثيره فى الاشياء المتغيرة التى لها
استكمالات ذاتية او عرضية زائدة على اصل تجوهرها و فطرتها الاولى، لان مصدر
المتغيرات عندنا فاعل متغير لا يفعل شيئا الا بان ينفعل فى نفسه و لا يحرك شيئا
الا بان يتحرك.
و البارى جل اسمه لا
يتغير ذاتا و لا صفة فى ايجاده للمكونات ثابتة كانت او مستحيلة، و لكن ايجاده
تعالى للثابتات بنفس ذاته بلا وسط و للمتغيرات بواسطة العرش الّذي هو واسطة فيض
الرحمن و البرزخ بين عالمى الامر و الخلق.
فإيجاده للمتغيرات
بواسطته عبارة عن معنى اسمه الرحمن و ايجاده للاشياء لا بواسطته بل مطلقا عبارة عن
إلهيته، فالرحمانية اخص من الالهية و تحت حيطتها، و الانسان لكونه مخلوقا على مثال
اللّه تعالى ذاتا و صفة و فعلا، فروحه الّذي من امر ربه مثال ذاته و دماغه الّذي
هو معدن ادراكاته و هو ملكوته الاعلى الّذي فوق قلبه هو مثال الروحانيات التى على
يمين العرش، و قلبه الّذي مستقر نفسه مثال عرش الرحمن و صدره مثال الكرسى.
و كما ان للانسان افعالا
كلية يصدر عن روحه الاعلى لا بتوسط قلبه كالافكار و التعقلات، و افعالا جزئية تصدر
عن روحه بتوسط القلب كافعال العطوفة و الرأفة و الغضب و الشهوة و الحياء و الخجل و
الخوف و الرجاء و المشى و الكتابة و غيرها من الاشياء الحيوانية الشهوية و
الغضبية، و لا يفعل شيئا منها الا بعد حصول اثر منه فى القلب و ضرب من الانفعال
المناسب لذلك الفعل فيه.
فالانفعال و التأثر
الّذي يوجب فعل العطوفة يطلق عليه الرحمة.
فالرحمة الانسانية لها
مبدأ فى القلب هو نحو الرقة و اللين، و لها غاية هى ايصال النفع الى المرحوم عليه،
فقد يطلق اسم الرحمة على ذلك المبدأ الّذي هو انفعال خاص من الانفعالات مناسب
لصورة ما يحصل منه خارجا، و قد يطلق على تلك الغاية التى هى من باب الافعال كاطلاق
الخلق على المخلوق و الكتابة على المكتوب، و كذا الحكم
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 401