عن مقامه، و لا سيما قطب رحى الوجود و مركز دائرة الشهود، الّذي ببقائه بقيت الدنيا و بيمنه رزق الورى و بوجوه ثبتت الارض و السماء خاتم الائمة الاثنى عشر المهدى المنتظر صلوات اللّه عليه و عليهم اجمعين من الآن الى ان يقوم الناس لرب العالمين.

اما بعد: لما تم تصحيح كتاب مفاتيح الغيب للفيلسوف الالهى و الحكيم الصمدانى صدر المتألهين الشيرازى قدس اللّه سره الزكى، استدعى المؤسسة المطالعات و البحوث العلمية و الثقافية ان اصحح احد كتبه الكبيرة و اخرجها بالتحقيق و التنقيح، و ذلك هو شرح اصول الكافى الّذي يعد من اعظم شرح كتب على اصول الكافى، اى ذكر الاثر الثمين الّذي اعتمد عليه علماء الامامية على بكرة ابيهم في الاحاديث الائمة المعصومين عليهم سلام اللّه الملك المبين فى خمسة اجزاء، ثم ترجمتها الى اللغة الفارسية أيضا فى خمسة اجزاء (كما فعلت هكذا فى كتاب مفاتيح الغيب و نقلتها بعون اللّه تعالى الى اللغة الفارسية فى مائة و الف صفحة) فعلى هذا بعد ما استخرت من اللّه تعالى شمرت عن ساق الجد و الاجتهاد و عزمت على اتمام هذا الامر العظيم غب ما توكلت و فوضت امرى إليه. مع ما انا فيه من قلة البضاعة و قصرا لباع و القصور فى البضاعة و عدم المتاع.

فاعلموا يا اخوانى المؤمنين: ان هذه النسخة المباركة مقتبسة من مشكاة الرسالة و الولاية، حاوية لحقائق الولاية و جامعة لدقائق الهداية موضحة لمعظم المطالب و موصلة الى جل المآرب، كاشفة عن الاسرار المودعة فى الكتاب و السنة، تذكرة لاولى الالباب و الامة، شفاء و رحمة للمؤمنين، كما انها خسار و نكال للظالمين المعاندين.

و هذا الشرح الّذي يتشعشع على صفحاته انوار الحقائق و يترقرق فى حواشيه لمعات الدقائق، قد صدرت عن الكامل العامل و الفاضل الواصل، الامام الهمام و الحبر القمقام، عمدة المحققين و قدوة المحدثين النحرير الربانى و المدقق الصمدانى صدر الدين الشيرازى قدس اللّه روحه و كثر فتوحه، و هى مشتملة على كنوز رموز الحكمة و الولاية و محتاج إليها لطالبى الرشد و الهداية، و بمعرفتها تحل رموز الاسرار اللاهوتية