نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 395
المستشير قضاء لحق النعمة، و كف الاذى من كمال العقل و فيه
راحة البدن عاجلا و آجلا».
اعلم ان الناس اما
كاملون او ناقصون: و الناقص نقصانه اما بحسب الدنيا او بحسب العقبى، و الثانى اما
بحسب العمل او بحسب العلم، و الاول اما فى الجاه و العزة او فى المال و الثروة، و
الكامل من حقه ان يكون مكملا لغيره قضاء لنعمة اللّه عليه، و ذلك الغير اما قابل
بالفعل للتكميل لاستعداده القريب لقبول العلم الّذي هو بالحقيقة الكمال، و اما غير
قابل بالفعل لكونه ممنوا[1] بالعوائق
الردية و العلائق الذميمة المؤذية للنفس، و بالجملة حاجته فى الاستكمال منه اما فى
العلم او فى العمل، فصارت الاقسام ستة، أربعة من جهة النقص و اثنان من جهة الكمال.
الاول: الناقص فى الدين
من جهة العمل فهو المفتقر الى ما يدعوه الى الصلاح فقوله 7: مجالس
الصالحين داعية الى الصلاح اشارة إليه.
و الثانى: الناقص فيه من
جهة العلم المحتاج الى ما يزيد فى عقله فاليه الاشارة بقوله: و آداب العلماء زيادة
فى العقل.
و الثالث: الناقص فى
الدنيا بحسب الجاه فيفتقر الى طاعة ولاة العدل.
و الرابع: الناقص فى
المال فيحتاج الى صنعة التجارة و استثمار رأس المال و استنماؤه. فهذه الاقسام
الاربعة اقسام الناقصين و علاج جميعهم بالمعاشرة و الصحبة.
و اما القسمان الباقيان
للكامل من حيث تكميله و استناد القابل إليه.
فاحدهما و هو الخامس
للستة هو المرشد المشير الى العلم او الرأى، يعنى العلوم النظرية او العملية.
و اما الثانى و هو
السادس فهو الكاف لاذى الخلق من الخلق بالسياسات.
و لما كان هذا القسم
اكمل الاقسام و صنعته صنعة افضل اصناف البشر، و هم الجامعون بين الرئاستين العلمية
بوفور العلم و البصيرة و السياسة بكمال القوة و القدرة ذكر 7 انه من
كمال العقل و فيه راحة البدن، اى للخلق عاجلا و آجلا، و اللّه اعلم باسرار كلام
وليه 7.