responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 374

اذ المراد بهذا العلم هو العلم بالاصول الايمانية من الحق الا له و كيفية إلهيته و ربوبيته و افعاله القدسية و ملائكته العقلية و الروحية و انبيائه و اوليائه و كيفية الوحى و الانزال و الالهام و الاعلام، و اذا كان العلم بكل شي‌ء هو حضور ذاته او صورته العقلية المجردة عن الغواشى الحسية و الخيالية، فواهب العلم و مصور النفس بتلك الصور المفارقة لم يمكن ان يكون الا اللّه دون البشر من حيث بشريته‌[1].

فكل عالم علما حقيقيا فهو انما يأخذ علمه من اللّه لا محالة اما بغير الاستعانة ببشر فى الابتداء كما للانبياء و ضرب من الاولياء : او بسبب اعانتهم و ارائتهم الطريق و ارشادهم كيفية السلوك و العمل كما لسائر البشر، و اما الافاضة و الاشراق العقلى فهو من اللّه خاصة و لهذا قيل: ان السلوك الفكرى و الاكتساب العملى اذا لم ينته الى الجذبة الالهية فليس له كثير فائدة، و ان كل عالم ربانى و حكيم إلهى فهو مجذوب معتنى به و ان جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثقلين.

و بالجملة فكل عالم ربانى لا يكون ربانيا الا بكونه عقلا خالصا نورانيا.

فاحتفظ بهذا المعنى الدقيق الحرى بالامعان و التحقيق، فانه مقتبس من مشكاة هذا الحديث الوارد من معدن الولاية و بيت النبوة على اهاليه السلام و التحية.

المشهد الثامن عشر فى ان العلم هو الاصل و العمل انما يراد لاجله، فالعلم هو المبدا و الغاية

قوله 7: «يا هشام قليل العمل من العالم مقبول مضاعف و كثير العمل من اهل الهوى و الجهل مردود».

توضيح هذا الكلام: ان جميع مقامات الدين و منازل الصالحين كالتوبة و الشكر و الصبر و الخوف و الرجاء و المحبة و التوكل و الرضاء و غيرها انما تنتظم من امور ثلاثة: معارف و احوال و اعمال.

فالتوبة مثلا لا بد له من علم و حال و عمل، اما العلم و هو المطلع و المبدأ، فهو


[1] لان المادى لا يكون موجدا و مفيضا للمجرد.

نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست