نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 346
قلنا: كلا اللفظين جائز، و التقدير: و ما آمن معه الا عدد
قليل. قال الفخر- الرازى: و اما الّذي روى ان ابليس دخل السفينة فبعيد لانه من
الجن و هو جسم نارى.
اقول: لعل دخوله فيها لم
يكن للخلاص عن الغرق بل لعلمه الّذي عليه من الوسوسة، و الانسان اينما كان لا ينفك
عنه ما دام فى الدنيا، و اما قوله تعالى: وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا
يَعْلَمُونَ* و القرينتين بعده[1]
فهو للدلالة على ان اهل العلم اليقينى و الايمان القلبى و العقل التام الّذي هو
العقل بالفعل يكون قليلا بالقياس الى الجهال و الكفار.
و قوله: و لكن اكثرهم لا
يشعرون، ادل فى الدلالة على قلة اهل العقل و العلم من القولين الاولين، لان نفى
الشعور الّذي هو العام يستلزم نفى العلم و العقل الّذي هو الخاص على ابلغ وجه و
اكده، و مما يدل على كون المؤمن الحقيقى فى غاية الندرة و العزة قوله تعالى: إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، (البينة- 7)
لانه دل بمفهومه على ان المؤمن خير من الملائكة و لا شبهة فى ان الافضل من
الملائكة المقربين يكون قليل الوجود فى الناس.
فان قلت: كذلك قال تعالى
فى مقابله الّذي هو الكافر: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ
شَرُّ الْبَرِيَّةِ (البينة- 6).
قلت الجواب بوجهين:
اما أولا: فلا استبعاد
فى كون المخلوق من الماء و التراب كان بسبب كفره شر خلق اللّه، و لكن العجيب
صيرورة المتكون من النطفة و الطين بسبب ايمانه خير خلق اللّه و خيرا من الملك
المقرب.
و أما ثانيا: فلعل
المراد منهم ضرب من الكفرة و هم الجاحدون المصرون على الكفر و النفاق، اذا لجهل
اذا صار مشفوعا بالعناد مركبا بالاصرار كان شر الصفات الذميمة، و صاحبه ابعد خلق
اللّه عن قبول الرحمة و مثله قليل الوقوع لكونه فى الجانب الضد.
مثال ذلك: السواد ضد
البياض فهو مقابل له تقابل التضاد، و كل ما هو غير البياض كالسواد و الحركة و
الطعم و كل ما فى الكون أيضا مقابل البياض و لكن تقابل السلب