نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 290
و الطعوم و الروائح يفضل بعضها على بعض فى الاكل، مع انها
تسقى جميعا بماء واحد و تخرج من ارض واحدة.
فان قلت: سبب اختلافها
اختلاف حبوبها و بذورها.
قلنا: هل ذلك يكفى فى
ترتب هذه الآثار؟ بل اختلاف الحبوب قريب من التشابه فى الجوهر و الصورة، فكيف يصير
بهذا الاختلاف موجبة لهذه الانواع المتباعدة فى الصور الجوهرية و الكيفيات؟ فهل
كان فى النواة نخلة مطوقة بعناقيد الرطب؟
وهب ان اختلافها من
المرجحات و الكلام فى فاعل وجود هذه الانواع المختلفة و كيفياتها و منافعها و
غاياتها، فانظر الى اختلاف طبائع النبات و اصنافها و كثرة منافعها و كيف اودع فى
العقاقير المنافع الغريبة؟ فهذا يغذى و هذا يقوى و هذا يحيى و هذا يقتل و هذا يبرد
و هذا يسخن و هذا يسهل الصفراء و هذا يقمع البلغم و هذا يولده و هذا يدفع السوداء
و هذا يزيدها و هذا يستحيل دما و هذا يطفيه و هذا يسكر و هذا ينوم و هذا يفرح و
هذا يقوى و هذا يضعف.
و لو اردنا ان نبين
اختلاف النباتات و منافعها و احوالها و عجائبها انقضت الايام فى وصفها، و يكفيك من
كل جنس نبذة يسيرة يدلك على دقائق صنع اللّه و لطائف رحمته.
الفصل السادس فى قوله
تعالى: وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ (البقرة- 164)
ان من آيات اللّه
العظيمة وجود الحيوانات المختلفة المتفرقة على وجه الارض و انقسامها الى ما يطير و
الى ما يمشى و انقسام ما يمشى الى ما يمشى على رجل و الى ما يمشى على رجلين و الى
ما يمشى على اربع و على عشرة و على مائة، ثم انقسامها فى المنافع و الاشكال و
الاخلاق و الطباع، و كذا انقسامها فى درجات الوجود شرفا و خسة، فبعضها مما يقرب
درجته درجة النبات فليس فيه مبدأ حركة و حس الا حركة
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 290