نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 29
توفر عدة من الامارات و المبررات الموضوعية بالنسبة الى دعوى
او موضوع شرعى، لكن يشترط ان تكون هذه العدة معطية لصفة اليقين الموضوعى، فاذا
كانت كذلك و اعطت اليقين الموضوعى جاز لنا حينئذ ان نتناول ذلك اليقين او تلك
العدة بالبحث و نتساءل عن مقدار حجيته، و انه هل يكون من سنخ الحجة المتعدية حتى يؤدى
ذلك العلم الموضوعى دور البينة الشرعية فى اثبات الدعوى و تنجيزها بالنسبة الى
جميع الاطراف المعنية بالنزاع. و يكون ملاكا لفصل القضاء، و لتنجيز الاحكام
المترتبة على الموضوعات او لا يكون كذلك؟
و اعطاء اجابة منطقية
باتة على هذا السؤال يتطلب الخوض فى جوانب البحث من شتى الجهات، و نحن قد القينا
عليه فى بحوثنا الاصولية و الفقهية بعض الاضواء، و اما هاهنا فلا مجال له غير هذه
الاشارة.
تحقيق حول الحجة
الذاتية
العلم بوصفه كاشفا قطعيا
عن الواقع حجة ذاتية لا تنسلخ عن حجيتها ما دام علما، و قد بحث فى علم الاصول عن
معنى الذاتية و عن كيفية البرهنة على ذاتية الحجية له، و لكن الآن لا يهمنا ذلك
البحث، و انما الّذي يهمنا الآن هو القاء بعض الاضواء على ناحية مظلمة من عرصة
حجية العلم، و هى ناحية غير العالم، اى غير من اتصف بالعلم، اذ قد يظن ان العلم
حجة على غير العالم كما هو حجة على العالم، و ذلك من جهة حسبان ان ذاتية الحجية
معناها اطلاقها و تعديها، و الحال انه ليس التعدى و الاطلاق من مقومات معنى
الذاتية و لا من لوازمها، فحصل ضرب من المغالطة من جهة اخذ الذاتية مكان الاطلاق و
التعدى، و انما التعدى نتيجة ضرورية لعمومية ملاك الحجية، لكن العلم بما هو علم
ليس ملاكه عاما مطلقا لانه عبارة عن اكتشاف الواقع و هو مختص بمن قام به العلم، و
اما غيره فلا يقوم الاكتشاف عند العالم حجة عليه.
اذن لا يكون العلم من
الحجج المتعدية الا فى بعض الصور و الاقسام، لكن لا بما هو علم قائم بموجود خاص، و
ذلك كبعض موارد العلم الموضوعى، اى العلم الّذي
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 29