responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 245

احضر[1] الآثار الحاصلة فيه هى المسماة بالخواطر، و انما هى ادراكات و علوم اما على سبيل التجدد او على سبيل التذكر و يسمى بالخواطر، لانها تخطر بالبال بعد ان كان القلب غافلا عنها، فالخواطر محركات للارادات و الاشواق، و هى باعثات و دواعى للقوى و القدر، و هى فاعلات اى محركات للاعضاء و الجوارح و بها تظهر الافاعيل فى الخارج.

فمبدأ الفعل البشرى هو الخاطر و الخاطر يحرك الرغبة و هى تحرك العزم و النية و هى تبعث القدرة و القدرة تحرك العضو، فيصدر الفعل من هذه المبادى المترتبة كل ذلك باذن اللّه و مشيته و قدرته، هكذا جرت سنة اللّه فى افعال عباده، و من انكر هذه الوسائط و عزل الاسباب عن فعلها فقد اساء الادب مع اللّه مسبب الاسباب حيث اراد رفع ما وضعه اللّه و عزل ما نصبه، فاذا تمهد ما ذكرناه فنقول:

ان الخواطر المحركة للارادات تنقسم الى قسمين: قسم يدعو الى الشر أعني الى ما يضر فى العاقبة، و قسم يدعو الى الخير اعنى ما ينفع فى الآخرة، فهما خاطران مختلفان فافتقرا الى اسمين مختلفين، فالخاطر المحمود يسمى الهاما و الخاطر المذموم يسمى وسواسا، ثم انك قد علمت ان هذه الخواطر حادثة و الحادث لا بد له من سبب محدث، و مهما اختلفت الحوادث دل على ان اسبابها القريبة مختلفة سيما الاختلاف بالذات و النوع، هذا ما عرف أيضا من سنة اللّه فى ترتيب المسببات على الاسباب، فمهما استنار حيطان البيت بنور النار و اظلم سقفه و اسود بالدخان، علمت ان سبب السواد غير سبب الاستنارة، كذلك لانوار القلب و ظلماته سببان مختلفان:

فسبب الخاطر الداعى الى الخير يسمى ملكا و سبب الخاطر الداعى الى الشر يسمى شيطانا، و اللطف الّذي يتهيأ به القلب لقبول إلهام الملك يسمى توفيقا و الّذي به يتهيأ لقبول وسوسة الشيطان يسمى اغواء و خذلانا، فان المعانى المختلفة يفتقر فى التعبير عنها الى اسامى مختلفة، فالملك عبارة عن خلق خلقه اللّه شأنه افاضة الخير و


[1] اى كل سبب من الاسباب و ان كانت بعيدة تنتهى إليها فى باب الافعال الاختيارية كما يحكم به الوجدان- نورى.

نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست