5- محمد بن يعقوب الكلينى فى الكافى (فى باب ان الائمة : اذا شاءوا ان يعلموا، علموا)

عن على بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامى عن ابى عبد اللّه 7 قال: «ان الامام اذا شاء ان يعلم علم». و مثل هذا المضمون موجود فى حديث يتلو الحديث المذكور. و فى حديث ثالث فى نفس الباب من الكافى عن ابى عبد اللّه 7 قال: «اذا اراد الامام ان يعلم شيئا اعلمه اللّه ذلك».

تدل هذه الاحاديث على ان حصول العلم لا يتخلف عن إرادة الامام (ع) و انه كلما اراد الامام (ع) ان يعلم شيئا اعلمه اللّه، و هذه الملازمة المستفادة من القضية الشرطية الموجودة فى الاحاديث المذكورة تعطى ان اللّه قد ضمن لهم الاجابة و الاعطاء.

ثم ان الحديث الاول فى هذا الباب يحتمل فى نفسه تفسيرا غير ما ذكر، و موجزه هو ان الامام (ع) اذا اراد فى مقام تفصيله ان يعلم شيئا راجع مقام الاجماع الّذي اعطاه اللّه محمدا و آل محمد عليهم صلواته تعالى. و حصل من هناك: ما شاء ان يعلمه. و هذا النوع من حصول العلم امر ممكن متبرهن فى العلم الكلى، و لا عجب من الأنبياء و الأوصياء (ع) ان يكون لهم هذا المقام بما اعطاهم اللّه ما لم يعط احدا من العالمين. و لا منافاة بحسب التحليل بين هذا التفسير و بين التفسير الاول، اذ كل واحد منهما محتو على الملازمة، و التالى فى كل من الملازمتين، يرجع حقيقة الى اعلام اللّه تعالى. هذا لكن التفسير المطابق للحديث الثالث انسب بظاهر هذه الاحاديث و غيرها الا انه اذا اردنا اعطاء شرح اكثر عن معطياتها لزم علينا محاولة تركيز الايضاح على اصول نتمكن بها على قدر المقدرة من فهم ما يعطيه احاديث المعصومين (ع).

هذه نبذة يسيرة عن جهات و اقسام علوم آل محمد صلى اللّه عليه و آله على ضوء اخبارهم، و لهم فوق ذلك ما لا نعرفه، فان فضائل محمد و آل محمد عليهم صلوات اللّه التى خصهم اللّه بها لا تحصى، و هم المنصورون المعصومون المطهرون المشفعون، الذين لا يعصون اللّه ما امرهم، عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بامره يعملون، أمناء الرحمن و سادة الانس و الجان، خزنة العلم و اصول الكرم و قادة الامم.