الشيعة الامامية في جميع المعارف و الفنون، أزهر بهم العلم و
أعشب بهم الفكر، و أفادوا أجيالهم بما أعطوه من مدد علمي و فكري.
و لعله من أبرز هؤلاء
العلماء السيد محمد باقر الحسيني الأسترآبادي المعروف ب «الداماد» فقد كان من أئمة
الحكمة و الفلسفة و الكلام و الفقه و الآثار.
ترجمة المؤلف
هو السيد محمد باقر ابن
السيد الفاضل المير شمس الدين محمد الحسيني الأسترآبادي الاصل الشهير ب «داماد» و
كان والده المبرور ختن شيخنا المحقق علي بن عبد العالي الكركي ;، فخرجت
هذه الدرة اليتيمة من صدف تلك الحرة الكريمة و طلعت هذه الطلعة الرشيدة من أفق تلك
النجمة السعيدة.
و كان سبب هذه المواصلة
أن الشيخ الاجل علي بن عبد العالي رأي في المنام أمير المؤمنين 7، و أنه
يقول له زوج بنتك من مير شمس الدين يخرج منها ولد يكون وارثا لعلوم الأنبياء و
الأوصياء، فزوج الشيخ بنته منه و توفيت بعد مدة قبل أن تلد ولدا، فتحير الشيخ من
ذلك و أنه لم يظهر لمنامه أثر، فرأى أمير المؤمنين 7 مرة أخرى في المنام
و هو 7 يقول له: ما أردنا هذه الصبية بل البنت الفلانية فزوجها اياه،
فولدت السيد المحقق المذكور.
و لقب الوالد للتعظيم
بالداماد الذي هو بمعنى الختن بالفارسية، ثم غلب عليه و على ولده من بعده ذلك
اللقب الشريف، و لقب هو نفسه بذلك كما في بعض المواضع بهذه الصورة: «و كتب بيمناه
الداثرة أحوج الخلق الى اللّه الحميد الغني محمد بن محمد يدعى باقر بن داماد
الحسيني ختم اللّه له بالحسنى حامدا مصليا».