بينما كان الانحطاط و
الانحلال السياسي و الاجتماعي يخيمان على أرجاء الدنيا الاسلامية، و يطغى على
آفاقها ظلام دامس، بعد أن انحصر العلم و النشاط الفكري عن أكثر العواصم الاسلامية
بما منيت به من أحداث دامية و نوازل عاصفة، حين لم يتكلم فيها الا الدم و السيف،
مما كان عاملا قويا للفقر الذريع الذي أصيبت به البلاد الاسلامية برجالات العلم و
الفكر.
بينما كان الركود العلمي
و الفكري جاثما على صدر العالم الاسلامي في ذلك العصر الذي سمي بحق عصر الفترة،
كانت هناك واحات لا تزال مخضوضرة بالمعرفة و الثقافة يخصب فيها الفكر و يعطى
انتاجا رائعا.
و قد تبعثرت تلك الواحات
هنا و هناك: و كان لايران و جبل عامل النصيب الاكبر منها، و قد انطلقت منهما طاقات
الفكر الانساني في يقظة علمية رائعة في مختلف ميادين الثقافة، مما جعلتهما غنية
الى حد بعيد برجالات كبار كانوا قواد القافلة العلمية المنطلقة، و ظهر في هذا
الدور عدد وفير من العلماء النابغين من