بسم اللّه الرّحمن الرحيم و صلى اللّه على
سيدنا محمد و آله و سلم
هذا بحول اللّه و بعد حمده تقرب و تفهيم لطرف من معانى الحروف التى
فهمها الربانيون هبة، و يتلقنها المستمع الواعى منهم حفظا، و يتفهمها بمطابقة
الأمر الخلق اعتبارا، و يتبينها بملاحظة حظ من معانيها فى مواقعها من الكلم
استقراء.
فأول ذلك الحرف العلى الهاوى الذى لا منقطع له فى ابتدائه، و إنما
يبتدأ بما دونه منه و هى الهمزة، و لا منقطع له فى انتهائه و إنما يصمت عنه و
يتحرك إليه ما سواه من الحروف و لا يتحرك هو إلى غيره، و مخرجه من هواء الصدر
باطنا إلى متوسط هواء الخلق و الفم ظاهرا و هو: الألف، و معناه أنه القائم المحيط
الغائب عن مقامه كنها، الحاضر معه وجودا، و لذلك أخص إضمار فى الاسم المضمر من
اسمه تعالى: أنا، لأن الاسم المضمر هو عند رؤساء النحاة أن و التاء فى قولك أنت
للخطاب، و كذلك الألف فى أنا للمتكلم و ضمير المتكلم هو أول