نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 76
توفيقه، و ولي عنك وجهه الكريم، و مقتك و
قلاك، و شغلك ببلائك دنياك و هواك، و إرادتك و مناك.
أما تعلم أن كل ذلك مشغول عن ذلك، و قاطعك عن عين الذي خلقك و رباك،
و خولك و أعطاك و حياك.
احذر لا يلهيك عن مولاك غيره مولاك، و كل من سوى مولاك غيره، فلا
تؤثر عليه غيره فإنه خلقك له، فلا تظلم نفسك فتشغل بغيره عن أمره فيدخلك النار
التي وقودها الناس و الحجارة فتندم، فلا ينفعك الندم، و تعتذر فلا تعذر، و تستعتب
فلا تعتب، و تسترجع إلى الدنيا لتستدرك و تصلح فلا ترجع.
ارحم نفسك و أشفق عليها، و استعمل الآلات و الأدوات التي أعطيتها في
طاعة مولاك من الفعل و الإيمان و المعرفة و العلم.
استضىء بنورها في ظلمات الأقدار، و تمسك بالأمر و النهي، و سيرهما
في طريق مولاك و سلم ما سواهما إلى الذي خلقك و أنشأك، فلا تكفر بالذي خلقك من
تراب و رباك، ثم من نطفة ثم رجلا سوّاك، و لا ترد غير أمره، و لا تكره غير نهيه.
اقنع من الدنيا و الأخرى بهذا المراد و اكره فيهما هذا المكروه، فكل
ما يراد تبع لهذا المراد، و كل مكروه تبع لهذا المكروه.
إذا كنت مع أسرة كانت الأكوان في أمرك، و إذا كرهت نهيه فرت منك
المكاره أين كنت و حللت.
قال اللّه عزّ و جلّ في بعض كتبه: «يا ابن آدم أنا اللّه لا إله إلا
أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون». و قال عزّ و جلّ:
«يا دنيا من خدمني فاخدميه و من خدمك فأتعبيه»، فإذا جاء نهيه عزّ و جلّ فكن كأنك
مسترخي المفاصل، مسكن الحواس، مضيق الذرع، متماوت الجسد زائل الهوى، منطمس الوسوم،
منمحي الرسوم، منسي الأثر مظلم القنا، متهدم البناء، خاوي البيت، ساقط العرش، لا
حس و لا أثر، فليكن سمعك كأنه أصم و على ذلك مخلوق و بصرك كأنه معصب أو مرمود أو
مطموس، و شفتاك كأن بهما قرحة و بثورا، و لسانك كأن به خرسا و كلولا و أسنانك كأن
بهما ضريانا و ألما نشورا، و يداك كأن بهما شللا و عن البطش قصورا، و رجلاك كأن
بهما رعدة و ارتعاشا و جروحا، و فرجك كأن به عنة و بغير ذلك الشأن مشغولا، و بطنك
كأن به امتلاء و ارتواء و عن الطعام غنى، و عقلك كأنك مجنون
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 76