responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 498

رضي اللّه عنه معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب و أوتينا ما لم تؤتوه، و قول فلان و قول فلان ... الخ، و كل ما قاله المؤوّلون لكلامهم لم تسكن إليه النفس إلى أن منّ اللّه تعالى عليّ بالمجاورة بطيبة المباركة فكنت يوما في الخلوة متوجها أذكر اللّه تعالى، فأخذني الحق تعالى عن العالم و عن نفسي ثم ردّني و أنا أقول لو كان موسى بن عمران حيّا ما وسعه إلا اتباعي على طريق الإنشاء لا على طريق الحكاية، فعلمت أن هذه القولة من بقايا تلك الأخذة و إني كنت فانيا في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم أكن في ذلك الوقت فلانا، و إنما كنت محمدا و إلّا لما صح لي قول ما قلت إلا على وجه الحكاية عنه صلى اللّه عليه و سلم، و كذا وقع لي مرة أخرى في قوله صلى اللّه عليه و سلم: «أنا سيد ولد آدم و لا فخر»[1]، و حينئذ تبين له وجه ما قال هؤلاء السادة أعني أن هذا أنموذج و مثال لا أني أشبه حالي بحالهم حاشاهم ثم حاشاهم ثم حاشاهم، فإن مقامهم أعلى و أجلّ و حالهم أتمّ و أكمل. اه.

المبحث الرابع: قول الشيخ سيدي عبد القادر: كل رجال الحق إذا وصلوا إلى القدر أمسكوا إلا أنا وصلت إليه و فتح لي منه روزنة فنازعت أقدار الحق بالحق للحق، فالرجل هو المنازع للقدر لا الموافق له. اه.

فسّره الشيخ اليوني التميمي في شرحه على رسالة سيدي علي عزوز بما نصه قوله: امسكوا هو معنى قول ابن عطاء اللّه سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار، و قوله: إلا أنا ... الخ. هو ما أشار إليه الحديث الشريف الدعاء جند من أجناد اللّه مجند يرد [49/ ق‌] القضاء بعد أن يبرم. اه.

قلت: و الحديث الذي ذكره رواه ابن عساكر كما في جامع السيوطي، و قد فسر الشعراني كلام الجيلي الذي نحن بصدده بما هو أعلى و أدق، قال ما ملخصه: قلت لشيخنا أي الخواص: هل اطلع أحد من الأولياء على سر القدم المحتكم في الأخلاق، فقال: نعم يحكم الإرث لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؛ لأنه لم يعط لأحد غيره، فقلت له: لم؟ فقال: لما هو عليه من القوة التي أعطاه اللّه إياها، فلو أن أحدا غيره اطّلع على ذلك ربما كان سببا لفتور الهمّة عما كلف به من النهي عن المنكر و نحوه، فكان طيه عنهم رحمة بهم ليقوموا بما كلفوا، فلو أنه كشف للعبد فرأى أن الحق تعالى هو الذي أخذ بنواصي الناس إلى ما هم عليه لاستحيى العبد من المدافعة وقت الكشف،


[1] - تقدم تخريجه في أول الكتاب.

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست