نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 18
أخرج اللّه تعالى من الأرض الآفاق حبّا هو
قوت الحيوانات النّفسانيّة، و أخرج من الأرض الأنفسيّة حبّا و هو قوت الأرواح
الرّوحانيّة كما قال رسول اللّه 6: «من أخلص للّه
تعالى أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه»[1].
و أمّا ربحه فرؤية عكس جمال اللّه تعالى كما قال اللّه تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى
(11) [النّجم: الآية 11]، و كما قال رسول اللّه 6:
«المؤمن مرآة المؤمن»[2]. و المراد
من المؤمن الأوّل قلب العبد المؤمن. و من الثّاني هو اللّه
... الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ... [الحشر: الآية 23]، قال صاحب المرصاد ; تعالى: و مسكن هذه
الطّائفة في الجنّة الثّالثة و هي جنة الفردوس.
و حانوت الرّوح القدسيّ في السّرّ كما قال اللّه تعالى في الحديث
القدسيّ:
«الإنسان سرّي و أنا سرّه»[3].
و متاعه علم الحقيقة: و هو علم التّوحيد. و معاملته ملازمة أسماء التّوحيد، و هي
الأربعة الأخيرة بلسان السّرّ في السّرّ بلا نطق كما قال اللّه تعالى: وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ
أَخْفى (7) [طه: الآية 7] و لا يطّلع عليه غير اللّه تعالى.
و أمّا ربحه فظهور طفل المعاني و مشاهدته و معاينته، و نظره إلى وجه
اللّه تعالى جلالا و جمالا بعين السّرّ كما قال اللّه تعالى:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ
(23) [القيامة: الآيتان 22، 23] بلا كيف و لا كيفيّة و لا تشبيه كما قال اللّه
تعالى:
فلما بلغ الإنسان إلى مقصوده انحسرت العقول، و تحيّرت القلوب، و كلّت
الألسن، و لم يستطع أن يخبر عن ذلك؛ لأنّ اللّه تعالى منزّه عن المثال، فإذا بلغ
مثل الأخبار إلى العلماء فينبغي لهم أن يفهموا مقامات القلوب، و يرغبوا حقائقها،
[1] - رواه أحمد في المسند( 5/ 147)، و ابن المبارك في
الزهد( ص 359)، و الطبراني في الشاميين( 2/ 177)، و القضاعي في الشهاب( 1/ 285)، و
بنحوه.
[2] - رواه البيهقي في الكبرى( 8/ 167)، و أبو داود( 4/
280)، و الطبراني في الأوسط( 2/ 325)، و القضاعي( 1/ 105)، و الضياء( 6/ 179).