هذه الدرجة السامية من الكمالات، فإنّهم
دائماً يراعون لوازم عالم الملك و الملكوت، فهم لا يتسامحون في أصغر أو أدنى حكم
من الأحكام أو أدب من الآداب أو حال من الأحوال المتناسبة مع هذه العوالم، و في
نفس الوقت تراهم يحتفظون بتوجّههم الخاصّ إلى العوالم العالية، و لهذا سُمُّوا
بالموجودات النوريّة.
عالم الفتح و الظفر و الانتقال من مملكة الملكوت
أجل؛ و بعد أن وفّق السالك و طوى هذه العوالم و تغلّب على الشيطان،
سوف يدخل عالم الفتح و الظفر، و يصل إلى مرحلة طيّ العوالم اللاحقة. فالسالك حينها
يكون قد طوى عالم المادّة، و دخل في سلك عالم الأرواح، و من هنا يبتدئ سفره
الأعظم، أي السفر من عالم النفس و الروح، و الإنتقال من دولة الملكوت إلى مملكة
الجبروت و اللاهوت.