يجب الأستاذ العامّ أن يصل إلى مقام التجلّي الذاتيّ
أمّا التجلّي الذاتيّ فهو أن تتجلّى الذات المقدّسة للباري تعالى في
السالك، و هذا إنّما يحصل بعد أن يعبر السالك من الاسم و الرسم، و بعبارة اخرى
حينما يكون قد فقد نفسه كلّيّاً، فلا يجد أثراً لذاته في عالم الوجود، و يودّع
الذات و الذاتيّة دفعة واحدة في غياهب النسيان وَ لَيْسَ هُنَاكَ إلَّا الله، فلا
يتصوّر بعد ذلك ضلال و ضياع لمثل هذا الإنسان، لأنه مادام هناك ذرّة من الوجود في
السالك، فإنَّ طمع الشيطان لا ينقطع عنه، و ما زال يأمل في إضلاله و غوايته، ولكن
عندما يطوي السالك- بحول الله و قوّته- بساط الذاتيّة و الأنانيّة، و يدخل إلى
عالم اللاهوت و يرد إلى حرم الله، و يرتدي لباس الإحرام، و يشرف على التجلّيات
الذاتيّة الربّانيّة، فإنَّ الشيطان ييأس من غوايته، و يغلق باب الطمع في إضلاله،
و يجلس محسوراً، فيجب أن يصل الاستاذ العامّ إلى هذه المرتبة من الكمال، و إلّا
فإنَّه لن يبايع مع أي شخص و لا ينقاد له.