بيان سبب اختلاف الإجابات، فقال له: يا قرّة
عيني؛ إنَّ الأجوبة واحدة، فهو قد دعاك إلى الرفيق الأعلى، و أنا دعوتك إلى
الطريق».
لقد أوردنا هذه القصّة هنا حتّى يُعلم أنَّ السير إلى الله لا يتنافى
مع السير في مراتب الأسماء و الصفات الإلهيّة التي هي نفس مقام الإمام، فهما
قريبان جدّاً، بل هما أمر واحد حقّاً، و ليس للثنائيّة وجود في هذه المرحلة، فكلّ
الوجود نور واحد هو نور الله، غاية الأمر أنه يُعبّر عن ذلك النور بتعابير مختلفة،
أحياناً بالأسماء و الصفات الإلهيّة، و أحياناً بحقيقة الإمام و نورانيّته.
عِبَارَاتُنَا
شَتَّى وَ حُسْنُكَ واحِدٌ
وَ
كُلٌّ إلَى ذَاكَ الجمَالُ يُشِيرُ
أمّا الاستاذ العامّ فلا يُعرَف إلّا بالصحبة و الرفقة في السرّ و
العلانية، حتّى يدرك السالك يقيناً واقعيّته، فظهور خوارق العادات، و الاطّلاع على
المغيّبات و أسرار خواطر الناس، و العبور فوق الماء و النار و طيّ الأرض و الهواء
و الاطّلاع على الماضي و المستقبل و أمثال هذه الغرائب و العجائب، لا يمكن أن تكون
دليلًا على وصول صاحبها، لأنَّ هذه كلها إنَّما تحصل في مرتبة المكاشفة الروحيّة،
و منها إلى الوصول و الكمال طريق بلا نهاية.