responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 31

إليه، اجتمع معه حواريّوه في بيت المقدس في غرفة واحدة مع أصحابه و قال: إني ذاهب إلى أبي و أبيكم، و أنا أوصيكم بوصية قبل مفارقة ناسوتي، و آخذ عليكم عهدا و ميثاقا، فمن قبل وصيتي و أوفى بعهدي، كان معي غدا. و من لم يقبل وصيتي، فلست منه في شي‌ء، و لا هو مني في شي‌ء! فقالوا له: ما هي؟ قال: اذهبوا إلى ملوك الأطراف و بلغوهم مني ما ألقيت إليكم، و ادعوهم إلى ما دعوتكم إليه و لا تخافوهم و لا تهابوهم، فإني إذا فارقت ناسوتي، فإني واقف في الهواء عن يمنة عرش أبي و أبيكم، و أنا معكم حيث ما ذهبتم، و مؤيّدكم بالنصر و التأييد بإذن أبي! اذهبوا إليهم، و ادعوهم بالرفق، و داووهم، و أمروا بالمعروف، و انهوا عن المنكر، ما لم تقتلوا أو تصلبوا أو تنفوا من الأرض، فقالوا: ما تصديق ما تأمرنا؟ قال: أنا أول من يفعل ذلك! و خرج من الغد و ظهر للناس، و جعل يدعوهم و يعظهم، حتى أخذ و حمل إلى ملك بني إسرائيل، فأمر بصلبه، فصلب ناسوته، و سمّرت يداه على خشبتي الصليب و بقي مصلوبا من ضحوة النهار إلى العصر، و طلب الماء فسقي الخل، و طعن بالحربة، ثم دفن مكان الخشبة، و وكّل بالقبر أربعون نفرا، و هذا كله بحضرة أصحابه و حوارييه، فلما رأوا ذلك منه أيقنوا و علموا أنه لم يأمرهم بشي‌ء يخالفهم فيه، ثم اجتمعوا بعد ذلك بثلاثة أيام في الموضع الذي وعدهم أنه يتراءى لهم فيه، فرأوا تلك العلامة التي كانت بينه و بينهم، و فشا الخبر في بني إسرائيل أن المسيح لم يقتل، فنبش القبر فلم يوجد الناسوت! فاختلف الأحزاب من بينهم، و كثر القيل و القال و قصّته تطول.

ثم إن أولئك الحواريّين الذين قبلوا وصيته، تفرقوا في البلاد، و ذهب كل واحد منهم حيث وجّه: فواحد ذهب إلى بلاد المغرب، و آخر إلى بلاد الحبشة، و اثنان إلى بلاد رومية، و اثنان إلى ملك انطاكية، و واحد إلى بلاد الفرس، و واحد إلى بلاد الهند، و اثنان أقاما في دير بني إسرائيل يدعون إلى رأي المسيح، حتى قتل أكثرهم و ظهرت دعوة المسيح في شرق الأرض‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست