الرسالة الحادية عشرة من العلوم الناموسية
و الشرعية في ماهية السحر و العزائم و العين (و هي الرسالة الثانية و الخمسون من
رسائل إخوان الصفاء)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
اعلم أيها الأخ، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، أنّا قد ذكرنا في
خمسين رسالة تقدمت لنا قبل هذه الرسالة فنون العلم و غرائب الحكمة، و رتّبناها و
جمعنا فيها علوما كثيرة و أغراضا جمّة حكما بليغة، و رتبناها بحسب ما تقتضيها
درجات المتعلمين و مراتب الطالبين المستفيدين. فكما لا ينبغي أن نبذل العلم لمن
ليس هو من أهله و لا يعرف فضله، فهكذا لا يجوز و لا يحلّ أن نمنع منه من هو مسترشد
و طالب له، و لا نبخل به على مستحق. فينبغي لمن حصلت له هذه الرسائل من إخواننا
الكرام أن يدفع منها إلى كل من يستحق ما يقرب من فهمه، و ما يعلم أنه يصلح له أو
يليق بمرتبته أولا فأولا على الترتيب الذي رتبناه في رسالة الفهرست. فكلما ارتقت
نفسه في العلم إلى درجة درجة، و انتهت إلى مرتبة مرتبة في المعرفة رقي الى ما
بعدها و دفع إلى ما يتلوها، إلى أن تبلغ نفسه إلى حد كمالها.