و بها و فيها. و هي ثلاثة أيضا: أول و أوسط
و آخر، و الرابع أصعبها عملا و أشدها فعلا. و أمثال هذه الأيام الأربعة التي
ذكرناها و وصفناها في الزمان بالحركات الفلكية و موجبات أحكام النجوم الربيع و
الصيف و الخريف و الشتاء. و في الشريعة المحمدية و الملّة الهاشمية عيد الفطر و
عيد الأضحى و عيد الغدير و يوم المصيبة به، صلوات اللّه عليه. و في الشريعة
الفلسفية نزول الشمس الحمل و السرطان و الميزان و الجدي. و في الصورة الإنسانية
أيام الصبا و أيام الشباب و أيام الكهولة و أيام آخر العمر، به ذهاب الشخص و
مفارقة الجسم للنفس، و لذلك يبكى عليه، و يكون عند أهله الهمّ و الحزن و الأسف على
فقده كما حزن أهل بيت النبوّة لما فقدوا سيدهم و غاب عنهم واحدهم، و تخطفوا من
بعده، و تفرّق شملهم، و طمع فيهم عدوّهم، و اغتصبوا حقهم، و تبدّدوا، ثم ختم ذلك
بيوم كربلاء و قتل من قتل من الشهداء ما افتضح الإسلام به.
و من قبله ما أنال أحقّ الناس بما قاسى أولاهم بالأمر من بعده، ثم من
بعد غيبة صاحب الشريعة، صلى اللّه عليه و سلم، قتل من بعده من أجلّة أصحابه
المساعدين له في إقامة الناموس معه مثل صديقه و فاروقه و ذي النّورين و ما تواتر
على أهله و أقاربه من المصائب، فصار ذلك سببا لاختفاء إخوان الصفاء، و انقطاع دولة
خلّان الوفاء، إلى أن يأذن اللّه بقيام أوّلهم و ثانيهم و ثالثهم في الأوقات التي
ينبغي لهم القيام فيها إذا برزوا من كهفهم و استيقظوا من طول نومهم.
و اليوم الرابع يكون فيه حزنهم لغيبة سيدهم كما غاب أبوهم صاحب
الناموس، و ما كان من الحزن و الكآبة الواقعة بهم من بعده.
فأعيادنا أيها الأخ هي أشخاص ناطقة و أنفس فعّالة تفعل بإذن باريها
ما يوحيه إليها و يلهمها من الأفعال و الأعمال. فاليوم الأول من أيامنا و العيد
الفاضل من أعيادنا هو يوم خروج أول القائمين منا، و يكون اليوم الموافق له