responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 237

كله كجسم حيوان واحد، و جميع القوى السارية فيه نفس واحدة، و اللّه، سبحانه، محيط به إحاطة إبداع و اختراع و خلقة و تكوين، أوجده بعد أن لم يكن شيئا مذكورا.

فصل‌

اعلم أيها الأخ البار، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أنك إذا تأملت هذه الآيات، و نظرت إلى أفعال هذه الروحانيات، و تفكرت في خلق السماوات و الأرض و ما بينهما من الرفع و اخفض، ثم نظرت إلى هذا الهيكل المبنيّ بالحكمة، و تأملت هذه الكتب المملوءة من العلوم، و نظرت إلى هذا الصّراط الممدود بين الجنة و النار، رجوت لك أن ترفّق للجواز عليه لعلك أن تنتبه من نوم الغفلة و تنجو من ظلمات بحر الهيولى، و تنفكّ من أسر الطبيعة، و ترقى إلى المحل الفاخر و المكان الطاهر، بحيث لا يلحقك الفساد، و لا تحنّ إلى محل الأجساد.

و اعلم أيها الأخ أن الإنسان ما دام في الدنيا فلا بدّ له من أعمال يعملها و أفعال يفعلها. و جميع ما يبديه من أعماله و يصنعه من أفعاله فإنما يظهر من قوى نفسه الشريعة و روحه اللطيفة، فيصنع صنائع عجيبة، و يفعل أفعالا و ينظم ألفاظا منطقيّة و خطبا لغوية. و هذه أيضا أفعال روحانية تظهر بأدوات جسمانية، و المبدئية لها قوة نفسانية منبعثة عن النفس الكلية. فما كان منها موضوعا في موضعه قائما في حقه فهو مشابه لأفعال الملائكة، و ما كان بالعكس من ذلك مثل فعل الخطايا و الشرور، و قول الزور، و الغضب، و التعدي و الظلم، و الزنا و اللواطة، و ما شابه هذه، فمشابه لفعل إبليس و الشياطين.

و قد ذكرنا في الرسالة الجامعة معرفة هذه الرتب و المنازل المحمودة و المذمومة في مواضعها و أشخاصها، مثل الأرض و المعادن و النبات و الحيوان و الإنسان،

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست