responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 190

و الفراسة و التدبير و السياسة، و تبشره بما ألقيناه إليك من الأسرار في شأنه و ما يتحقّق من المأمول في أمره من نصرة الدين و فتح البلاد، و ما يكون على يده من صلاح العباد مما خبّرت به دلائل القران، و لوّحت به شواهد الامتحان، و تعرض عليه هذه التّذكرة ليتأملها و يتفكر فيها و تعرّفه أن إخوانه الذين وجّهوك إليه من ذلك البلد لما هم عليه من العقل و كرم الأخلاق و حسن الآداب و الألفة و الاتفاق، و ما يعتقدون في أمر الدين من جميل الرأي، و ما يتعاملون في أمر الدنيا من حسن المعاملة، لهم مجلس يجتمعون فيه في الخلوات، و يتذاكرون العلوم و يتحاورون في الأسرار، و يبحثون عن خفيات الأمور، فتذاكروا يوما فيما بينهم من حوادث الأيام و تغييرات الزمان و الخطوب و الحدثان، و ما تدل عليه دلائل القران من تغييرات شرائع الدين و الملل، و تنقّل الملك و الدول من أمّة إلى أمة، و من بلد إلى بلد، و من أهل بيت إلى أهل بيت، فاجتمع رأيهم و اتفقت كلمتهم على أنه لا بد من كائن في العالم قريب، و حادث عجيب، فيه صلاح الدين و الدنيا، و هو تجديد ملك في المملكة، و انتقال الدولة من أمة إلى أمة، و أن لذلك دلائل بيّنة و علامات واضحة، و قالوا قد عرفناها بفراغ عقولنا و تجارب الأمور و اعتبار تصاريف الزمان، فيما مضى من الحدثان، و ما يعرف منها بالزّجر و الفال و الكهانة و الفراسة، و بدلائل المتحرّكات من النجوم و المنامات مما تدل عليه من الكائنات قبل أن تكون. و قد اعتبرنا بهذه الوجوه التي ذكرناها و أشرنا إليها حتى عرفنا صاحب الأمر بصفاته، و السّنة و الشهر الذي يكون فيه الحادث في شأنه، و ما نرجو من ذلك من صلاح الدين و الدنيا: «و اللّه بالغ أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون» و إنما أردنا بهذه التّذكرة أن تكون لنا بها قربة إلى اللّه تعالى، و نصرة للدين، و حرمة للإخوان، و نصيحة لصاحب الأمر، و قدم صدق في الأولين، و لسان صدق في الآخرين.

فإن وقعت هذه التذكرة منه مكانها من القبول، و سمت نفسه إلى ما

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست