responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 108

فصل‌

و أما المنامات التي تكون رؤيتها إلهاما من الملائكة أو وسواسا من الشيطان فإن الباب فيهما واحد، و إن كان الطريقان مختلفين، فنحتاج أن نبيّن أولا ما الملائكة و الشيطان، و ما الإلهام و ما الوسوسة، إذ كان هذا الباب علما غامضا و سرّا خفيّا، و إن كان أكثر المجادلة ينكرونها بقلوبهم، و إن كانوا لا يظهرون إنكارها بألسنتهم مخافة السيف و الشّنعة.

و نبدأ أولا بوصف نفوس شياطين الإنس، ثم نذكر نفوس شياطين الجن، ثم نصف نفوس المؤمنين الذين هم ملائكة بالقوّة.

و اعلم يا أخي أن الإنسان هو الذي يجب عليه الأمر و النهي إما بموجب العقل، أو بطريق السمع. فمتى قام بواجب حكمة أحدهما فابتدأ أولا يتعلم فقه الدين ليخرج به من ظلمة الجهالة، ثم ابتدأ بتهذيب الأخلاق التي تخلّق بها من الصبا، فأصلح منها ما كان فاسدا، و كذلك نظر في عاداته التي اعتادها من الصبا في أيام الشباب، فغيّر منها ما كان مذموما من اتّباع الشهوات المذمومة و طلب اللذات المكروهة، و كذلك نظر في اعتقاداته المذمومة و آرائه الفاسدة التي اعتقدها من غير علم و لا بصيرة، و لا بحث عن حقائقها، فحلّها عن ضميره، و أبدلها بما هو خير منها، ثم عمل بما رسم له في الشريعة العقلية أو السمعيّة من الأعمال الصالحة، و سار في أمور معيشته بسيرة عادلة، ثم فكّر في أمور الدنيا و اعتبار أحوالها، و ما تتصرّف به الأمور حالا بعد حال، حتى تنتبه نفسه من نوم الغفلة و رقدة الجهالة، فيبصر عيوب الدنيا و يعرف غرورها و يزهد فيها، ثم يبحث عن أمور الآخرة و يفكّر في المعاد حتى يعرفها حقّ معرفتها، ثم يرغب فيها و يطلبها حقّ الطلب، و يدوم على ذلك إلى الممات. فإذا فعل فإن نفسه إذا فارقت جسدها عند الموت استقلت بذاتها، و استغنت عن التعلّق بالأجسام بعد ذلك، و تخلصت من وسخ‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست