نذكر مثالا واحدا ليكون قياسا على الباقية:
و ذلك أنه متى كان الاتصال برب الطالع و رب التاسع من السابع و للزّهرة هناك حظّ
من الحظوظ المعروفة المذكورة في المدخل فإن أكثر رؤيا ذلك الإنسان و تأويلها يكون
في أمر التزويج و النكاح و المواصلات و ما شاكلها. و إن كان الحظ للمشتري يكون ذلك
في تأويل المعاملات و التجارات و الأخذ و الإعطاء و ما شاكلها. و إن كان الحظ
للمرّيخ فإن ذلك يكون في باب الحروب و الخصومات و المنازعات و ما شاكلها. و إن كان
الحظ لعطارد فإن ذلك يكون في باب المحاسبات و المحاورات و الخصومات و ما شاكلها.
فإن كان الحظ للشمس فإن ذلك يكون بحضرة الملوك و السلاطين. و إن كان الحظ لزحل
فبحضرة المشايخ و الأكابر من الناس. و إن كان الحظ للقمر فإن ذلك بحضرة من العوامّ
و جمهور الناس.
مثال آخر: فإن كان الاتصال من البرج التاسع و المستولي عليه زحل فإن
أكثر رؤياه أسفار بعيدة و أمور قدمة و ما شاكلها. و إن كانت الشمس فالهياكل و بيوت
العبادات و الأعياد و الجماعات و ما شاكلها. و إن كان عطارد فعن البحث عن العلوم
الدقيقة و الاسرار الخفيّة. و إن كان القمر فعن الأحاديث و الأخبار و الروايات. و
إن كان المشتري فعن العبادات و الصوم و الصلاة و ما شاكلها. و إن يكن الزّهرة فعن
الوحي و الزّجر و الكهانة.
و إن يكن المرّيخ فعن الذهاب في المطالب و طلب البشارات و ما شاكلها.
و على هذه القياسات و سائر الاتصالات في سائر البروج و البيوت تمتزج
دلائل طباع الكواكب بدلائل طبائع البروج، كما ذكر ذلك في كتب الأحكام بشرح طويل. و
هذه الفنون و التصاريف أيضا تكون رؤيتها و تأويلها بشارات و انذارات.