responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 9

مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» فافهم هذه الاشارات و المرامي و المرموزات.

ثم اعلم أن النفس، إذا انتهبت من نوم الغفلة، و استيقظت من رقدة الجهالة، و اجتهدت و ألقت من ذاتها القشور الجسمانية، و الغشاوة الجرمانية، و العادات الطبيعية، و الأخلاق السّبعيّة، و الآراء الجاهلية، و صفت من درن الشهوات الهيولانية، تخلصت و انبعثت و قامت فاستنارت عند ذلك ذاتها و أضاء جوهرها و أشرقت أنوارها و احتدّ بصرها. فعند ذلك ترى تلك الصورة الروحانية، و تعاين تلك الجواهر النورانية، و تشاهد تلك الأمور الخفيّة و الأسرار المكنونة التي لا يمكن إدراكها بالحواسّ الجسمانية، و المشاعر الجرمانية، و لا يشاهدها إلّا من تخلصت نفسه بتهذيب خلقه، إذا لم تكن مربوطة بإرادة طبيعية، و مقيدة بشهوات جسمانية يلوح فيها فيعاينها.

فإذا عاينت تلك الأمور تعلقت بها تعلق العاشق بالمعشوق، و التزمتها التزام الحبيب المحبوب، و اتحدت بها اتحاد النور بالنور، فتبقى معها ببقائها و تدوم مع دوامها، و تفرح بروحها و ريحانها، و تشم بنفحتها، و تلذ بلذاتها التي عجزت الألسن الإنسانية عن التعبير عنها، و قصّرت أوهام المتفكرين عن أن تتصورها بكنه صفاتها كما قال اللّه تعالى: «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» و قال: «فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ».

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست