responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 88

و لما كان ذلك كذلك، زالت الشّبهة و الإنكار لوجود معرفة ذلك السبب الموجب الاجتماع، و وجب للطالب إذا طلب معرفة ذلك السبب، و من بعد وجود اجتماعها حصول افتراقهما و وجود أحدهما بجملة، و عدم الآخر و تفرقته، و إذا عرفت ذلك بان لك الفرق بين الجسم و العرض، و أدركت المراد و الغرض. و سأبين من ذلك طرفا يعينك على ذلك، و يبلغك إلى معرفة ما وصفت لك، إذ قد فرغنا من ذلك، رجعنا إلى الإبانة عن تركيب الأصوات و اختلاف اللغات، و مبادئ الخطوط و الكتابات و الألفاظ و العبارات و استخراج الحروف و المؤلّفات، و من أين تخرّجت و عمن أحدثت، و في أي مكان وجدت، و اللّه وليّ التوفيق.

فصل‌

ثم اعلم أنه لما سرت القوة النفسانية في الجسم الذي هو العالم بأسره بعد كونها لا سريان لها، ساكنة في حظيرة القدس في روضة الأنس، حيث سريان القوة العلوية فيها و إشراقها عليها، و كونها مرتّبة بحيث رتّبها باريها كما قال تعالى: «وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‌» و هي الكون في وقت الابتداء.

فلما امتلأت من الفضائل و الخيرات و ما بلغ إليها من الإفاضة، و كانت ذات فكر و تخيّل، فتفكّرت ثم تخيّلت، ثم نظرت، فأرادت أن تكون ذات منّة و تفضّل، و أن تكون رئاسة و نفاسة، و أن تكون مفيدة، فبدا لها في ذلك التخيّل الذي تخيلته، و المثال الذي مثلته، و انبثّ السريان فيه و الارتباط به من جسم العالم، و مكّنها اللّه تعالى من ذلك و جعله جسدا لها، و أراها خلاف ما ظنّته، فلما دارت أفلاكه و سارت أملاكه، و زهرت كواكبه، و بدت عجائبه، أقبلت تمثّل فيه ما كان ممثّلا فيها، و تخرجه من القوّة إلى الفعل، و من المعقول إلى المحسوس، الشي‌ء بعد الشي‌ء، ثم إن‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست