و مماراة السفهاء، لا الحكمة يعرفون، و لا
أحكام الشريعة يتحققون، و يحاجّون بآيات كتب إلهية و هم فيها شاكّون! يتبعون
المتشابهات، و يتركون العلم بالمحكمات كما وصفهم اللّه تعالى بقوله: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ
هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ» الآية.
ثم اعلم أن اللّه تعالى يتلطّف و يتكرم مع أوليائه، و انظر إلى حكم
اللّه لخاصته من أوليائه، و تلقينه لهم، و حكايتهم و أقاويلهم و دعائهم و
اقتدائهم، فإن أردت أن تكون هاديا مهديّا، مؤيّدا رشيدا بالدين الحنيفي و المنهاج
السّلفي، فاعمل بأحكام الشريعة و الوصايا النبوية و إشارات الحكماء، و اترك
الخصومات و الأخلاق الرديئة و الأعمال السيئة و الأفعال القبيحة، و اجتنب الآراء
الفاسدة، و تعلّم العلم، أيّ علم كان: حكميّا أو شرعيّا، رياضيّا أو طبيعيّا أو
إلهيّا، فإنها كلّها غذاء للنفس و حياة لها في الدنيا و الآخرة جميعا، و لا تتبع
سبيل الذين لا يعلمون، و هم الذين وصفهم اللّه بقوله:
«وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ». إلى آخر الآية.
و قد عملنا في هذه العلوم و الآداب إحدى و خمسين رسالة، كل واحدة
منها في فن من العلوم و نوع من الآداب، فاطلبها و اقرأها، تجدها سهلة من غير تعب و
كدّ. وفقك اللّه و إيّانا و جميع إخواننا إلى طريق السّداد، و هداك و إيانا و جميع
إخواننا سبيل الرشاد، إنه رءوف رحيم بالعباد، الصلاة و السلام على النبي محمد و
آله أجمعين.
\*\*\*\*\*
تمت رسالة الآراء و الديانات و يليها رسالة
في ماهية الطريق إلى اللّه، عز و جل