responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 51

«يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ» فهو إذا إبليس الذي أخرج آدم من الجنة.

ثم اعلم أن جوهر النفس جوهر سماوي، و عالمها عالم روحاني، و هي حية بذاتها، غير محتاجة إلى الأكل و الشرب و اللباس و المسكن و ما شاكل ذلك مما يحتاج إليه الجسد في قوام وجوده و مادة بقائه، و إن كل ما يحتاج إليه الإنسان من أعراض هذه الدنيا فإنما هو من أجل هذا الجسد المستحيل الفاسد، و لإصلاح شأنه، و قوام وجوده، و جر المنفعة إليه، و دفع المضرّة عنه، و هو لا يثبت على حالة واحدة طرفة عين.

ثم اعلم أن النفس ما دامت مع هذا الجسد إلى الوقت المعلوم فإنها متعوبة بكثرة غمومها لإصلاح أمر هذا الجسد، شقيّة بشدة عنايتها فيما تتكلف من الأعمال الشاقّة، و الصنائع المتعبة لاكتساب المال و المتاع و الأثاث، و ما يحتاج اليه الإنسان في طول حياته الدنيا.

ثم اعلم أن النفس ما دامت مربوطة بالجسد، لا راحة لها دون مفارقتها هذا الجسد، كما أن ذلك الرجل الحكيم المبتلى بعشق تلك المرأة الفاجرة الرعناء لا راحة له مما قد ابتلي به إلّا بمفارقتها و التسلي عن حبها و عشقها، فإذا الموت حكمة و رحمة و نعمة لنفوس الأخيار بعد بوار الأجساد، فما الموت إلّا نعمة و سرور، و ما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور.

الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن، إن ربنا لغفور شكور[1]، وفقك اللّه و إيانا و جميع إخواننا للسداد إنه رحيم رءوف بالعباد.

تمت الرسالة الخامسة عشرة في ماهية الحياة و الموت، و يتلوها رسالة اللذات.


[1] -الشكور: من أسماء اللّه تعالى، و هو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد يضاعف لهم الجزاء. فشكره لعباده مغفرته لهم.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست