responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 468

استعملوه. و ذلك أنهم نظروا في هذه الهيولى كنظرهم في هيولى الصّناعة، و هيولى الطبيعة، و هيولى الكلّ، فقاسوا بها، و من هاهنا انحرفوا عن الصواب و أخطئوا القياس! و ما مثلهم في ذلك إلّا كمثل أولئك الصبيان الأغبياء الذين ذكرناهم في رسالة المعارف، و ذلك أن هيولى الصناعة مصنوع الطبيعة، فهي شي‌ء موجود، و هيولى النفس هو مصنوع الباري تعالى مبدع مخترع لا من شي‌ء آخر، فلو أنهم سلكوا في البحث عن حدوث العالم مسلك الفلاسفة الربّانيين لما اختلفوا، و ذلك أن هؤلاء الحكماء الرّبّانيين، لما أرادوا البحث عن حدوث العالم و الهيولى الأولى، ابتدءوا أولا بالفكر في الأمور الرياضية فأحكموها، ثم بحثوا عن الأمور الطبيعية فعرفوها معرفة صحيحة، ثم تفكروا في الأمور الإلهية و بحثوا عن حدوث العالم و حدوث الهيولى كيف كان، فأدركوا ما طلبوا، و فهموا ما أدركوا، و تصوّروا ما بحثوا عنه، و بحثوا عما تصوّر لهم، و سكنت نفوسهم إلى ذلك. و نحن قد بيّنّا طرفا من ذلك في رسالة المبادي العقلية.

فصل في بيان أقاويل العلماء في ماهية الهيولي‌

فنقول: اعلم أن القائلين في ماهيّة الهيولى و حدوثها مختلفون في ماهيّتها و كيفية حدوث الأجسام منها، و هذا الخلاف هو من إحدى أمهات الآراء و المذاهب المفرعة عنها. و ذلك أن منهم من يرى و يعتقد أنها أجزاء صغار لا تتجزأ، فإن ألّفت ضربا من التأليف كانت منها الأجسام المختلفة الأشكال، كما ذكرنا في رسالة الهندسة الحسيّة، فإنها مختلفة الكيفيّات يعنون أن منها أجزاء ناريّة، و أجزاء ترابية، و أجزاء هوائية، فإذا اختلطت ضروبا من الاختلاط، كانت منها الموّلدات الكائنات من المعادن و النبات و الحيوان‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست