responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 46

فلأجل هذا يتمنى أولياؤه الموت، كما عاتب من ظن أنه منهم بغير حق:

«قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.» فدل بهذه الآيات علامة أولياء اللّه تعالى أنهم يتمنون الموت إذا علموا أنهم إلى ربهم راجعون بعد الموت؛ فإذا الموت حكمة و نعمة.

فصل في حكمة الموت أيضا

و اعلم يا أخي أن النفوس كالصّنّاع، و الأجساد كالدكاكين، و أعضاء الجسد كالأدوات، كما بينّا في رسالة تركيب الجسد. ثم اعلم أن الصّنّاع يجتهدون في الصنائع، و يحملون مشقّة العمل لكسب المال و طلب الغناء، فإذا استغنى واحد منهم ترك الدكان و الأدوات و استراح من العمل، فهكذا حكم النفوس إذا هي أحكمت ما يراد منها بكونها مع الجسد من الزاد للآخرة، استغنت عن الجسد، فاستقلت بذاتها. فلو لم يؤخذ منها الجسد، لكان وبالا عليها و مانعا لها من الصعود إلى ملكوت السماء، و الدخول في زمرة الملائكة، و السيحان في عالم الأفلاك، و السّريان في فسحة فضاء السماوات، و التنسم من الرّوح و الريحان؛ فإذا الموت حكمة و نعمة من اللّه تعالى لعباده الصالحين.

و قال يوسف الصدّيق: «رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.» أما ترى أنه، 7، تمنى الموت بقوله: «تَوَفَّنِي مُسْلِماً» لما علم أن اللحاق بالصالحين لا يكون إلّا بعد الموت؟ فإذا الموت حكمة و نعمة.

و قال خليل الرحمن، 7: «و الذي خلقني فهو يهدين و الذي يطعمني و يسقين و إذا مرضت فهو يشفين و الذي يميتني ثم يحيين و الذي أطمع أن يغفر

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست